هاجم دبلوماسيون وخبراء في الشؤون الأفريقية بناء سد النهضة الإثيوبي، وقالوا إن «هذه الخطوة من أخطر المشروعات التي تواجه مصر»، وطالبوا بضرورة العمل على مواجهة المشروع بشتى الطرق.
وأضافوا، خلال المؤتمر الصحفي الذى عقدته لجنة الحريات بنقابة الصحفيين، مساء الإثنين، إن «سد النهضة له أبعاد سياسية قصوى، حيث استغلت إثيوبيا فترة الثورة المصرية للبدء في بنائه»، وحذروا من أن فقدان كل مليار متر مكعب من المياه يُضيّع 200 ألف فدان من الأراضي الزراعية».
من جهته، قال السفير إبراهيم يسري، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن «سد النهضة يُعد من أخطر المشروعات التي تواجه مصر الآن، ولابد من العمل على مواجهة هذا المشروع بجميع الطرق والوسائل».
وأضاف أن «مواجهة مصر لسد النهضة ليست دعوة كراهية أو دعوة حرب، لكنها لغة تفاهم، خاصة أننا نملك العديد من الأوراق القوية في التفاوض لم نستخدمها حتى الآن، من بينها استثمارات الدول العربية التي تتخطى مليارات الدولارات في إثيوبيا».
وقال الدكتور هاني رسلان، رئيس وحدة شؤون السودان وحوض النيل بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن «البعد السياسي لسد النهضة ليس مجرد قضية تنموية فحسب، كما تؤكد إثيوبيا، بل له أبعاد سياسية تسبق البعد التنموي، خاصة بعد تغير تصميمات سد النهضة، حيث أصبح يستوعب 5 أضعاف المشروع القديم في التخزين».
وأضاف أن «إثيوبيا بدأت تنفيذ السد في شكله الجديد، عقب ثورة 25 يناير، استغلالاً للوضع السياسي المضطرب فى مصر، مشيرًا إلى أن النيل الأزرق وسد النهضة ليسا نهاية المطاف، لكن هناك 5 سدود أخرى لو نُفذت ستحولها لبحيرة صغيرة عليها بوابات كبيرة تسيطر عليها إثيوبيا».
وقال ضياء القوصى، مستشار وزير الموارد المائية السابق:« نحن لا نجيد سياسة الاختلاف والحوار، فى الوقت الذى نحتاج فيه تضافر الجهود، والعقائد السياسية المختلفة، والمشكلة تتحول لكرة من الثلج تأخذنا إلى كارثة حقيقية، إذا لم نتدارك المشكلات القائمة فى أسرع وقت».
وشدد على أن «القضية ليست بجديدة علينا، حيث بدأت منذ عام 1964 حينما أرادت أمريكا معاقبة جمال عبد الناصر، فأرسلت مجموعة من المهندسين إلى إثيوبيا، ونتج عن هذه الزيارة الخروج بتوصية بإقامة 33 سدًا، لتخفيض الإيراد الطبيعى لمياه النيل القادم لمصر والسودان».
وقال إن «الرئيس السابق كرس القطيعة للقارة الأفريقية منذ عام 1995 حتى خلعه من الحكم، إذ كان يعاملهم بتعالٍ شديد، وبنظرة فوقية منذ مبادرة حوض النيل لبناء السد عام 1979، والتي أوصت بدراسة إنشاء 4 سدود، لذلك تدعي إثيوبيا أن إنشاء سد النهضة ليس بجديد».
وأوضح أن «إثيوبيا أعلنت البدء فى إجراءات السد فى الأول من أبريل 2011، أى قبل أن يفيق المصريون من ثورتهم، ومصر لديها عجز 10 مليارات متر مكعب من المياه تعوضها بتكرار المياه عدة مرات، وهذا يؤدى إلى انتشار الأمراض خاصة فى الدلتا».
وتابع أن «كل مليار متر مكعب من المياه يُفقَد بسبب هذا المشروع، يُخرِج 200 ألف فدان من الخدمة، كما يؤثر على انخفاض منسوب بحيرة السد العالى، مما يؤدى بالتبعية إلى انخفاض إنتاج الكهرباء».