يعاني ملايين الأمريكيين من الحصول على «الوجبة التالية» من بنوك الطعام لأول مرة في حياتهم بسبب التداعيات الناجمة عن جائحة فيروس كورونا المستجد، بحسب تقرير لوكالة «أسوشيتد برس»، الثلاثاء.
وذكرت الوكالة الأمريكية نقلًا عن سيدة أمريكية وأم لطفلين في الثالثة والرابعة عشر من العمر تعليقًا على زياراتها المتكررة لمخزن الطعام «هيل سياد» قولها إنها «لم أكن أظن على الإطلاق أن يأتي الدور عليّ، ولكن ما الحيلة يجب أن تبقى على قيد الحياة»، مشيرة إلى أن «الجوعى الجدد في أمريكا لديهم قصص متشابهة في زمن الوباء، فقد انهارت صناعاتهم، وفقدوا وظائفهم، وتقلصت ساعات عملهم، وضاعت الفرص بسبب المرض».
وأضاف تقرير الوكالة أنه «مع اقتراب نهاية العام، الذي توحش بتفشي فيروس كورونا، يعتمد ملايين الأمريكيين على بنوك الطعام لتفادي الجوع»، مشيرًا إلى أن «(فيد أمريكا)، أكبر مؤسسة لمكافحة الجوع في الولايات المتحدة الأمريكية، وزعت 4.2 مليار وجبة على مدار 8 أشهر، حيث شهدت المؤسسة زيادة قدرها 60% في مستخدمي بنوك الطعام أثناء الوباء، وهي خطوة غير مسبوقة بالنسبة للمؤسسة».
وأوضح التقرير أن «تحليل الوكالة لمعظم بنوك الطعام التابعة للمؤسسة توصل إلى أن هناك زيادة تقترب من 57% في توزيع الطعام مقارنة بالعام الماضي»، مشيرًا إلى أن «الخبراء الأمريكيين من الأصول اللاتينية والإفريقية والأسر التي تعول أطفالًا ونساء كانوا من الفئات الأكثر عرضة للجوع».
وأشار التقرير إلى أن «التاريخ الأمريكي ملئ بالصور الأيقونية التي تجسد كفاح الأمة ضد الجوع، ومن بين هذه الصور والأكثر رسوخًا في الذاكرة كانت في حقبة الكساد الأمريكي وهي تجسد الرجال الذين كانوا يقفون في طوابير الخبز، ويتزاحمون في معاطف طويلة».
ووصف التقرير مشهد الجوع في أمريكا والذي تسبب في ازدحام مروري، وتكدس السيارات، وكل سائق ينتظر ساعات للحصول على حقيبة طعام بـ«غير المسبوق»، لافتا إلى أن «آلاف السيارات انتشرت وتقل الجوعى الذين اصطفوا في طوابير تمتد لأميال من أناهايم وكاليفورينا وصولًا إلى سان أنطونيو، وتيكساس حتى لوليدو، أوهايو، أورلاندو، وفلوريدا، والأمر ذاته في مدينة نيويورك وغيرها من المدن الكبرى».
وأعرب البعض عن عدم ارتياحهم إزاء طلبهم الطعام ومن بينهم ضابط سابق بالبحرية الأمريكية، والبالغ من العمر، 37 عامًا، قائلًا: «شعرت بأنني فاشل، والسبب في وصمة العار كلها، فأنت تشعر بأنك شخص عاجز عندما تعجز عن توفير احتياجات أسرتك»، بحسب التقرير.
وأكد التقرير أن «الجوع واقع قاس في الدول الأكثر ثراء في العالم حتى أثناء أوقات الازدهار، ولكن الآن ومع خسارة الوظائف وإغلاق الشركات، صار كثير من الأمريكيين يشعرون من خواء ثلاجاتهم»، بحسب وصف تقرير الوكالة الأمريكية.
.