x

اغتيال فخري زاده.. هل يكشف عن فضيحة للحرس الثوري والمخابرات الإيرانية؟

"روايات متضاربة " حول "السقطة الأمنية " تثير سخرية المتشددين ..وتوترات داخل طهران
الأربعاء 02-12-2020 16:40 | كتب: محمد عبد الخالق مساهل |
جنازة عسكرية للعالم النووي الإيراني محسن فخري زادة في ضريح الخميني بطهران - صورة أرشيفية جنازة عسكرية للعالم النووي الإيراني محسن فخري زادة في ضريح الخميني بطهران - صورة أرشيفية تصوير : رويترز

مازالت الروايات متضاربة حول حقيقة اغتيال العالم النووي الإيراني محسن فخري زاده على الساحة السياسية العالمية والإيرانية، مع تضارب التقارير الصادرة من إيران.

وقالت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية في تقرير لها، اليوم الأربعاء، إن هذه التقارير المتضاربة «تفضح» التوترات القائمة بين الأطراف المتنافسة داخل الحكومة والتي يسعى كل منها إلى تجنب اللوم في وقوع «السقطة الأمنية الكبرى».

واستعرضت ما قالته تقارير متباينة بشأن حادث الاغتيال الذي وقع يوم الجمعة الماضي، والتي أشارت إلى سيارة نيسان جرى تفجيرها، ورشاش آلي يعمل بخاصيى التحكم عن بعد وفريق من السفاحين القتلة يصل عدده إلى 12 شخصا، والعهدة على وكالة فارس الإيرانية للأنباء ووكالة أسوشيتيد برس الأمريكية، حسب الصحيفة.

وتهكم التقرير من المسؤوليين الأيرانيين، قائلا إنهم شعروا بالإذلال بسبب قتل عالم نووي كبير، ومن ثم سعوا هذا الأسبوع إلى إعادة صياغة الهجوم الذي تعرض له كحلقة من رواية «خيال علمي» والتي تتمثل في قيام إسرائيل بتصفية «زاده» اعتمادا على «الريموت كنترول» بشكل تام حيث تلقى سيلا من الرصاص من مدفع رشاش آلي مدعم في سيارة نيسان متوقفة بدون ظهور قاتل واحد في مسرح الأحداث.

وأضاف أنه حتى المتشددين تهكموا من هذه الحبكة الجديدة، ناقلا عن أحد المتشددين الإيرانيين منشوره على التواصل الاجتماعي قوله :«لماذا لا تقول إن شركة تسلا موتورز هي التي صنعت سيارة نسيان؟ والتي قادت نفسها، وتوقفت بنفسها وأطلقت الرصاص، ثم فجرت نفسها ؟».

ولفت التقرير إلى أنه منذ قتل العالم الإيراني يوم الجمعة الماضي، والتقارير المتناقضة مستمرة في وسائل الإعلام الرسمية حول هروب أو حتى وجود فريق نفذ الضربة، مع تأكيدات لتحذيرات مسبقة من وزارة الداخلية من الهجوم، مرجحا أن تلك التقارير كشفت عن توترات بين أجهزة المخابرات الإيرانية والتي سعى كل منها إلى تفادي اللوم السقطة الأمنية «الفاضحة» .

وقال التقرير إن الفشل في اعتقال قتلة «فخري زاده» شكل فضيحة بشأن إخفاق الحكومة في منع حادث الاغتيال ذاته، حيث عبر الإيرانيون في مواقع التواصل الاجتماعي عن سخريتهم إزاء الروايات الجديدة الخاصة التي تتعلق بقتل العالم الإيراني بشكل «آلي» صرف في محاولة لتقليص الحرج الناجم عن فرار القتلة دون أثر.

وأشار إلى التقارير الرسمية الإيرانية المبكرة وروايات الشهود حول وقوع معركة بالرصاص بين حراس «فخري زاده» ونحو 12 مهاجما، في حين أن المسؤولين الإسرائليين الحاليين والسابقين يتباهون بأن أجهزة المخابرات الإسرائيلية لديها سجلات تتبع للقتلة الذين يفرون بأمان من الآراضي المعادية، ومن بينها إيران .

جنازة عسكرية للعالم النووي الإيراني محسن فخري زادة في ضريح الخميني بطهران - صورة أرشيفية

ونبه إلى أن إسرائيل حسبما يعتقد، قتلت ما لايقل عن خمسة علماء إيرانيين في الفترة ما بين 2007 و2012 كجزء من جهدها الرامي إلى إخراج برنامج إيران النووي عن مساره، وهو الأمر الذي يعتبره المسؤولون الإسرائيليون «تهديد وجود»، بينمازعمت طهران على نحو يمكن تصديقه أنها ألقت القبض على أحد الجناة، وهو إيراني اعترف تلفزيونيا في 2010 أنه تلقى تدريبا في إسرائيل لذرع قنبلة في سيارة، والتي قتلت أحد العلماء بينما كان يغادر الجراج .

واستطرد التقرير بأن العملاء خلف محاولات الاغتيال وبعض العمليات الأكبر لاذوا بالفرار.

ورجح التقرير أن تكون المزاعم بشأن تنفيذ حادث الاغتيال بسلاح آلي، بدا أنها خرجت من الحرس الثوري الإيراني والذي نشرها عبر وكالتي أنباء تخضع لسيطرته، وهما فارس للأنباء وتسنيم، والتي كانت أول من نشر هذه الروايات يوم الأحد الماضي.

واستدرك بأنه وفي يوم الثلاثاء، وفيما بدا أنه محاولة لتحويل اللوم إلى الحرس الثوري للفشل في وقف الاغتيال، قال المتحدث باسم الحكومة على ربيع إن وزارة المخابرات حذرت فريق الأمن الخاص بالعالم النووي قبل قتله بأسابيع من خلال تفاصيل دقيقة ونوعية عن محاولة اغتيال ممكنة حيث تشمل هذه التفاصيل مواقع محتملة لتصفية الرجل، قائلا في مؤتمر صحفي إنه كان يمكن منع الجريمة إذا تم اتباع البروتوكلات الأمنية وكانوا أكثر حرصا.

- صورة أرشيفية

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية