الإثنين: استمعت إلى برنامج «متواليات» للدكتور يوسف زيدان. والحقيقة أننى أشاركه اعتقاده أن رسائل الرسول إلى الملوك المعاصرين له مُنتحلة!. لقد كنت أتعجب سابقًا من صيغة الرسائل، لما فيها من الاختصار الشديد لمبادئ الإسلام، والتى شهدت جدلا حارا طويلا مع مشركى مكة!، فلماذا هذا الاقتضاب الشديد للرسالة؟!.. أضف إلى ذلك أن لهجتها حادة فيما أرشد الله تعالى رسوله الكريم إلى الرفق واللين، مصداقًا لقوله تعالى لموسى حين أرسله لفرعون (فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَّيِّنًا لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَىٰ).
■ ■ ■
الرسول، صلى الله عليه وسلم، كان يُنزل عليه القرآن فينفذه على الفور!، وكان مرهف الحس، يقظ الشعور، شديد التأثر بتعليمات القرآن.
يذكرنى هذا بفتح مكة حين أراد اثنان من أبناء عمومته، فلم يأذن لهما لعمق الجرح الذى أصابه منهما. وقال: «لا حاجة لى بهما. أما أحدهما فهتك عرضى، وأما الآخر فقال ما قال!». (وكان يشير بذلك إلى أنه هو الذى نزلت بخصوصه الآيات (وَقَالُواْ لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الأَرْضِ يَنْبُوعًا).
ابنا عمه اللذان أذياه من قبل لم يعرفا ماذا يفعلان، فذهبا إلى حبيبه وتلميذه علىّ بن أبى طالب، فنصحهما أن يقولا له (تَاللَّهِ لَقَدْ آثَرَكَ اللَّهُ عَلَيْنَا وَإِن كُنَّا لَخَاطِئِينَ)، فإنه لا يرضى أن يكون أحد خيرا منه ردا!، يشير بذلك إلى قصة سيدنا يوسف مع إخوته! وبالفعل نفذا النصيحة! وبالفعل عفا الرسول عنهما.
والشاهد هنا هو حساسية النبى الشديدة تجاه الرسائل القرآنية لإخوانه من الرسل الكرام، وأولها تبليغ الدين برفق، وليس بالاقتضاب والتهديد.
■ ■ ■
الثلاثاء: قرأت رواية «ساق البامبو» للكاتب سعود السنعوسى.
«كويتى بوجه فلبينى».. هذه هى حبكة الرواية ومأساتها. هو ثمرة زواج بين شاب كويتى وخادمته الفلبينية!، هذا الشاب نصف الكويتى نصف الفلبينى لم يجد اعترافا به من أسرته الكويتية!، بل عومل وكأنه عار أو خطيئة، حتى اضطر فى النهاية لمغادرة الكويت إلى الأبد!.
رواية فى الصميم، تكشف العنصرية المتغلغلة فى المجتمعات الخليجية.
مع أن المفترض أن كلنا لآدم وآدم من تراب!، المفترض أننا جميعا سواسية كأبناء المشط!، المفترض أنه لا فضل لأبيض على أسود ولا لقرشى على حبشى!، هذه هى مبادئ ديننا كما أعلنها رسول الإسلام فى حجة الوداع وشدد على تنفيذها. لكننا للأسف لم ننفذها!.
■ ■ ■
الأربعاء: إذا كان أداء الاقتصاد المصرى جيدًا، فكيف نفسر كل هذه الديون الهائلة؟.. وإذا كان أداء الاقتصاد المصرى سيئا، فكيف نفسر إشادة المنظمات الدولية المتكررة؟، فهل من اقتصادى نزيه يحل لنا هذه المتناقضات؟.
■ ■ ■
الخميس: كان نصيبى اليوم من الذكر أجمل نصيب، وكيف لا وقد شرعت أردد على سبحتى هذه الآية الكريمة (بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) تعظيمًا وإجلالًا لخالقى المعبود؟!.