x

أيمن الجندي رغدة ووائل أيمن الجندي الأربعاء 25-11-2020 01:22


يقولون إن الحب غير موجود، خصوصا فى هذا الزمان! يقولون إن الرجل- بطبعه- ملول، ومهما تغنى بالحب فإنه ما إن ينال المرأة التى تمناها حتى يزهدها! يقولون إن التاريخ خلد قصة حب قيس وليلى، فقط لأنهما لم يتزوجا! يقولون ويقولون، وعذرهم أنهم لم يشاهدوا حالة اللوعة والانهيار التى أصابت وائل بعد أن فقد رغدة.

■ ■ ■

والحقيقة أن القصة- كما كتبها الدكتور وائل علاء، مدرس جراحة الأطفال بطب طنطا- ليست تقليدية بحال! إنها رحلة الحب والألم منذ أن شاهد د. رغدة الدخاخنى، وهو بعد طالب فى كلية الطب. أما هى فكانت طبيبة شابة تكبره بأربعة أعوام. لكن الحب لا يعرف قيودا ولا حدودا. منذ اللحظة الأولى وقع فى غرامها. طبيبة مجتهدة متفوقة، سلبت لبه بابتسامتها الجذابة وحديثها المريح للنفس وطيبتها غير المتناهية. طوى فؤاده على حبها، لا ينفث عن مشاعره سوى بأشعاره الجميلة.

ومرت الأيام وتخرج الطالب طبيبا متفوقا، لم يفقد حلمه! بدأ فى ادخار ثمن شبكتها، واضعا نصب عينيه هدفا واضحا لم يحد عنده، وإن كان أصدقاؤه يقولون إنه مجنون! هى أكبر منك بأربع سنوات! وهى من كبرى العائلات فى المحلة وأنت لا تملك أى نقود!

لحظة أن تمكن د. وائل من جمع مبلغ الشبكة، فى الوقت ذاته تلقى اتصالًا من طبيبة صديقة تخبره بأن «رغدة» ستتم خطبتها قريبًا، فقد صوابه واتصل بها طالبا لقاءها! صارحها بأنه يحبها منذ عدد لا يحصيه من السنين، وأنه يريد أن يتقدم طالبا يدها! كانت أياما أسطورية كالأحلام! لحظة أن وافقت وقامت أسرتها الطيبة بتيسير الزواج! جاملت الحياة وائل كثيرا! منحته ما لم تمنحه لقيس وليلى! الزواج لأعوام! وثلاثة أبناء شاهدون على قصة حب حقيقية اكتملت فيما لم تكتمل قصص العاشقين!

■ ■ ■

لكن الحياة لا تصفو إلى الأبد وإلا لكانت جنة! بسبب عملهما الطبى أصيب د. وائل بالكورونا! انتقل إلى مستشفى العزل بعد أن ساءت حالته! بعدها بأيام لحقت به د. رغدة مصابة هى الأخرى. وما زاد البلاء أنها كانت حاملا فى أيامها الأخيرة! تلاحقت الأحداث بسرعة يصعب تخيلها. اتخذ الأطباء قرارا بالولادة القيصرية، لم تشاهد ابنتها التى انتقلت إلى الحضانة! تحسنت حالة د. وائل أما د. رغدة فقد تدهورت حالتها! الأربعاء الماضى أحست أنها النهاية! أرسلت رسالة لزوجها تودعه، ثم طلبت من الممرضة أن تصلى بجوارها! قبل أن تتم صلاتها مال رأسها! فاضت روحها الطيبة إلى رضوان الله.

■ ■ ■

ماتت رغدة! وبقى وائل غير مصدق لما جرى! لا يمكن لكلمات أن تصف حالته من اللوعة والانهيار وعدم التصديق! لكنه أثبت أنه يوجد على الأرض معنى الحب ومعدن الوفاء! وأن الحب حقيقة لا أسطورة!

جمعهما الله فى الجنة، لقاء بغير فراق.

[email protected]

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية