x

أيمن الجندي يوميات أسبوع أيمن الجندي الجمعة 20-11-2020 01:47


الجمعة: تهيأت لمشاهدة فيلم (شفرة دافنشى) بطولة الممثل المحبوب (توم هانكس). بالطبع قرأت الرواية الأصلية منذ عهد بعيد، وأذكر أننى همت بها شغفًا، وكان ذلك أول لقاء لى مع روايات (دان براون). بذلت وقتها مجهودا حقيقيا حتى تتبعت جميع خيوطها، فهذه الرواية- مثل كل أعمال دان براون اللاحقة- عبارة عن لغز يُسلّم إلى لغز، وكل لغز ملىء بالرموز الدينية. كانت هذه الحبكة جديدة عليّ تماما، وبالفعل فهمت أحداث الرواية فى النهاية، وكتبت عنها مراجعة- أظنها- جيدة!

وها أنا ذا أطفئ الأنوار وأنا أشاهد الفيلم لأدخل فى الجو! لكن العجيب أننى لم أشعر بأى متعة، بل ضبطت نفسى أتلوى ملولا، متمنيا أن ينتهى الفيلم بسرعة!

وبدأت أفكر! عجيب أن يتغير ذوقى إلى هذا الحد مع مرور العمر! ما كنت مهووسا به صرت به اليوم ضجرا وملولا! ثم أوقفت الفيلم قائلا لنفسى: «علام تتجرع فيلما لا تريد مشاهدته. بلا دان براون!ّ بلا توم هانكس! بلا شفرة دافنشى»!

السبت: قرأت «لوكاندة بير الوطاويط» لأحمد مراد! الرواية أعجبتنى لدرجة أننى تمنيت ألا تنتهى! تمنيت أيضا لو كنت متخصصا فى الطب النفسى لأسبر أغوار بطل الرواية (إسماعيل) الذى هو- بلا شك- مريض عقلى! هى مزيج من الواقع الذى لا شك فى حدوثه (جرائم قتل متسلسلة يبحث فيها المصور الفوتوغرافى إسماعيل عن القاتل) وفى الوقت نفسه ضلالات لا وجود لها سوى فى عقله المريض! مثل شخصية عنتر، التى تبين فى النهاية أنها لم تكن أكثر من جرادة! ومثل ذيل قشطة سلالة آكلى البشر! ومثل الزاحف الهجين القمرى الذى كان يعتقد أنه مدبر جرائم القتل، بينما هو فى الحقيقة شخص آدمى موتور ينتقم لأمه من المهانة التى حاقت بها على يد كوكبة من رجال الباشا (محمد على).

وبين الواقع والضلالات يتحرك إسماعيل، بطل الرواية، خائضا تجارب إنسانية كبرى، كمريض بالفصام لديه شعور الاضطهاد والإحساس بالتفوق! مع ذكاء واضح يميز هذه النوعية من المرضى!

أحداث الرواية تدور فى القرن التاسع عشر، وقد تماهى الكاتب مع أجواء المرحلة تماما، بكل بكارتها وغرابتها! استخدم المصطلحات الخاصة بهذه المرحلة، ووضعنا فى الجو تماما، وهذه مهارة من الكاتب تستحق الإشادة.

البعض اعترض على ألفاظ خادشة للحياء! بكل أمانة لم أشعر بذلك فى هذه الرواية! ربما أكون قد فقدت الحياء أنا الآخر، من فرط ما قرأت وشاهدت! وربما لأن وصف العلاقة بين الرجل والمرأة لا يثير استيائى إلا لو شعرت أنه يتمادى من أجل الإثارة!

وربما لأنه ما يثير استيائى بحق هو الجرأة على الخالق، وهذا لم يحدث فى هذا الرواية. على العكس كان فيها نَفَس إيمانى واضح!... الخلاصة أننى قضيت وقتا ممتعا مع الرواية، وهذا ما يهمنى بصراحة.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية