x

أيمن الجندي يوميات أسبوع (٢) أيمن الجندي السبت 14-11-2020 02:23


الثلاثاء: أتممت قراءة «ثلاثية غرناطة» لرضوى عاشور! والذى غيّر تماما فهمى لحقيقة ما جرى بالأندلس. اعترف أننى لم أكن مباليا كثيرا بما حدث هناك، لاعتقادى بحرمة الأوطان وحق الإسبان فى استعادة أوطانهم من المسلمين الغازين! هكذا كنت أفكر أن الحكم الإسلامى للأندلس كان أشبه بالاحتلال! غاب عنى أن حكم المسلمين دام لثمانمائة عام. وولدت أجيال بعد أجيال، اكتسبت حق المواطنة التى لا يستطيع أن ينتزعها أحد.

لكن الرواية صححت كل هذه المفاهيم الخاطئة. حيث عرضت الحياة اليومية للمسلمين عند السقوط، ومدى القهر والسخرة ومصادرة الممتلكات! ثم التنصير رغما عن إرادتهم ثم طردهم فى نهاية المطاف!

المسلمون فى جميع فتوحاتهم لم يفعلوا ذلك، لأن حرية المغلوب فى اختيار دينه ثابتة بالكتاب والسنة ولا يجادل فيها أحد. لاحظ أننى لست من النوع الذى يحيا فى أوهام اليوتوبيا، ولا أعتقد أن الفتوحات الإسلامية حدثت على أيدى ملائكة! بالتأكيد حدثت مظالم أثناء قرع السيوف واستخدام القوة القاهرة! لكن الإجبار على الدين لم يكن خيارا مطروحا من الأصل. والمؤكد أنه مهما قيل عن الفتوحات الإسلامية فقد كانت أرحم بمراحل مما حدث للمهزوم فى الأندلس.

■ ■ ■

الأربعاء: لو صح ما قرأته بشأن حذف مسلسل «ما وراء الطبيعة» من قائمة أفضل ٢٥٠ عملا دراميا على موقع «قاعدة بيانات الأفلام على الإنترنت» IMDb، بعد أن قام المتحمسون بإعطائه العلامة النهائية! وبتحرى الأمر وجدوا أن أغلب من قاموا بالتصويت قد سجلوا أنفسهم فى الموقع منذ أيام قليلة! مما أثار ارتياب القائمين على الموقع فى صحة التقييم وعدالته.

يذكّرنى هذا بكلام خالد نفسه، لأننى كنت أطرح السؤال عليه مرارا وتكرارا: «هل يوثق بتقييم هذا الموقع كدلالة على جودة الأفلام؟».

خالد كان قاطعا فى عدم أهمية تقييم الموقع، للسبب نفسه الذى أثار الضجة على المسلسل. قال لى: «هل تتخيل أن يحصل- مثلا- فيلم تشيكى مجهول على تقييم عشرة! والسبب أن جميع التشيكيين يدخلون ليعطوا الفيلم العلامة النهائية. وقس على ذلك ما يفعله المتحمسون فى جميع الأوطان!».

أكاد أشاهد صديقى وهو يضحك فى غيظ وقلة حيلة! كان يقول لى إن بعض قرائه يجلبون له السباب وقلة القيمة بمدحهم المبالغ فيه مما يستفز الآخرين فيشتمونه وهو لا ذنب له فى حماسهم. كان خالد دائما متواضعا ويعتبر نفسه مجرد سلم يصعد عليه الشباب إلى الأدب الحقيقى. وبالطبع لم يكن رأيه فى نفسه منصفا، فهو أديب حقيقى موهوب.

لكن الشىء الجميل فيما حدث هو دلالته على حب القراء الجارف له، هذه نعمة من الخالق لا تُقدر بثمن. وأدعو الله تعالى أن يكون حب العباد له علامة على قبوله.

■ ■ ■

الخميس: قال عز من قائل: «وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً». ثلاث كلمات كفيلة بتغيير العالم لو عملنا بها.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية