x

أيمن الجندي ما وراء الطبيعة أيمن الجندي الإثنين 09-11-2020 00:44


-1-

أخيرًا تحقق الحلم، الذى طالما انتظره أحمد خالد توفيق، وكان دائمًا ما يقول لى: «لم أعد أريد من الدنيا أكثر من أن أرى اسمى على تتر مقدمة أحد الأفلام، ثم أموت بعدها هانئًا قرير العين». تحقق الحلم القاسى المراوغ كثيرًا، ولكن -واأسفاه- بعد رحيله! وكأنما الدنيا تخبرنا بأنها لا تصفو لأحد، وإلا لكانت جنة! ولا وجود للجنة على الأرض اللهم إلا داخل صدورنا. غير ذلك لابد من شىء ما تتمناه، فيراوغك ولا يتحقق!

-2-

والحقيقة أن خطوة تحويل روايات أحمد خالد إلى أفلام قد تأخرت ربع قرن! فمن جهة أثبت خالد أن رواياته هى الأكثر مبيعًا! ومن جهة أخرى فإن خالد نظرًا لشغفه القديم بفن السينما، التى كان يعتقد أنها سيدة الفنون جميعًا، فإن كتاباته منذ اللحظة الأولى كانت سينمائية! بمعنى أنك تقرأ وكأنك ترى! هذه سمة ملحوظة منذ بداية كتاباته وهو بعد طالب فى كلية الطب، إنه يكتب بعين الكاميرا. وإذا أضفنا إلى ذلك غزارة إنتاجه السردى سواء فى سلاسل ما وراء الطبيعة أو سفارى أو فنتازيا أو حتى رواياته الأدبية، وعلى رأسها «يوتوبيا»، فإننا ندرك على الفور أننا أمام كنز سينمائى جاهز، لا ينتظر إلا دوران الكاميرا وبدء عملية الإنتاج.

-3-

ومن أغرب الأشياء فعلًا أن السينما اتسعت لكُتاب سيناريو لا يبلغون شيئًا من موهبته وشهرته وجمهوره المؤكد! لقد أنتجت مصر مئات المسلسلات فى السنوات الأخيرة لكُتاب سيناريو لا نكاد نعرف أسماءهم! فيما ضاقت على خالد! وخسر الجميع نتيجة لهذا التجاهل غير المفهوم. خسر خالد وخسر المنتجون وخسرت الدراما المصرية وخسر الجمهور التوّاق لعمل راقٍ! لكن الفرصة مازالت موجودة، وإن تأخرت كثيرًا. لا أبالغ لو قلت إن أكثر من مائتى فيلم جاهز للإنتاج من أعماله السردية، فهل من منتج ينتبه لهذا الكنز المنسى؟

-4-

بالنسبة للمسلسل، فقد جسد «أحمد أمين» شخصية «رفعت إسماعيل» على وجه رائع! وكذلك معظم الممثلين والممثلات. والجو ملىء بالغموض والترقب! لكن اعتراضى الوحيد هو تغيير العلاقات بين أبطال القصة وتغيير الخط السردى! وهذا ضايقنى فعلًا! هويدا خطيبته السابقة جعلوها قريبته! وماجى حوّلوها إلى طبيبة! وأعطوا مساحات كبيرة لشخصيات هامشية! والذى يغيظ بحق أنه من الأصل لا يوجد أى مبرر درامى لذلك، فالقصص مكتوبة- منذ البداية- بطريقة سينمائية كما أسلفت سابقًا! ولو كان الأمر بيدى لبدأت المسلسل بأسطورة (مصاص الدماء) كما بدأها صاحبها. وأرجو ألا يتكرر هذا فى الأعمال القادمة!

-5-

وإن كنت أؤكد- بحكم معرفتى بخالد- أنه لو كان حيًا كان سيقبل هذا التغيير بتواضع لمجرد أن يمر العمل وتتحقق أمنيته. لو كان حيًا كنا سنجتمع معًا- أصدقاء العمر- ونشاهده معه! وكم كان سيشعر بالسعادة لو حدث ذلك!

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية