x

أيمن الجندي غراب البين.. عجوز الفرح أيمن الجندي الأربعاء 11-11-2020 00:48


أظننى سأقوم فى هذا المقال بدور غراب البين، الذى يفسد الأفراح ويشتت شمل العشاق. أو مثل عجائز الفرح، الذى يدخل الواحد منهم بوجهه العكر وانتقاداته اللاذعة على جمع من السعداء فيفسد فرحتهم.

-١-

«فلتسعد فى الفردوس أيها الحبيب فقد تحقق حلمك».

قرأت أمثال هذه الجملة كثيرا فى سياق التعليقات العاطفية تجاه نجمهم المحبوب (أحمد خالد توفيق) رحمة الله عليه، بعد أن تحقق حلمه بإنتاج المسلسل. وأنا أول من يشهد أن إنتاج العمل كان حلم عمره!

لكن ينبغى بوضوح أن نفهم أن خالد الآن فى دار الحق! تكشف له زيف الدنيا! ولم يعد يعنيه ذرة- بفرض أنه عَلِم- أنه قد تم إنتاج مسلسل! لقد رُفع الغطاء عن بصره! وشاهد الغيب المحجوب عنه. تمنى دخول الجنة وتعوذ بعفو الرحمن من النار! وهمه الوحيد هو الحساب القادم! وبالتالى فإن أبعد شىء عن تفكيره الآن إنتاج مسلسل. كل أمنيته الآن أن ينجو! فقط ينجو! فلنتذكر ذلك جيدا.

مسلسل «ما وراء الطبيعة» هو خبر مفرح بالنسبة لنا لأنه سوف يسلينا ويمتعنا!

■ ■ ■ ■

خالد لن يسعده- لو عرف- إنتاج المسلسل! وإنما ستسعده فقط الدعوات الصالحات أن يعفو الله عنه ويتغمده بالرحمة.

-٢-

شخصية رفعت إسماعيل فاتنة، وكلنا أحببناها. لكن بها عيبا خطيرا، والعجيب أنه يُعجب القراء ويعتبرونه من جوانب جاذبيته.

هذا العيب الخطير هو اعتقاده أنه نحس! قانون ميرفى أن الشىء السيئ لا بد له أن يحدث! والمؤسف أن كثيرا من الشباب يتقمصون هذا الجانب ويلذ لهم الاعتقاد أنهم نحس مثل بطلهم المحبوب رفعت!

هذا الكلام ليس صحيحا بالمرة ولا وجود لقانون ميرفى! رفعت- كشخصية روائية- لم يكن قط نحسا! بل كان محظوظا جدا! أستاذ دم بارع! محبوب من كل من حوله! ميسور الحال! وحتى هذه الأحداث الغريبة التى قابلها فقد نجا منها جميعا! فأين النحس هنا؟

خالد أيضا - رحمه الله- لم يكن قط نحسا! بل عاش ناجحا ومات محبوبا وأنعم الله عليه بأعظم النعم!

أنا وأنتم! كلنا محظوظون بنعمة الله علينا وفضله. كم من نعمة أنعمها الله علينا بغير استحقاق منا! وكم من مصيبة صرفها الله عنا قد استحققناها بذنوبنا! واعتقادنا أننا نحس أو بقانون ميرفى الزائف لا يدل على شىء سوى جحودنا! وصدق الله تعالى حين قال (وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِى الشَّكُورُ).

■ ■ ■ ■

لا تغضبوا منى فقد أنذرتكم أننى سأقوم فى هذا المقال بدور غراب البين وعجوز الفرح! ولكنه مهم ألا نفقد بوصلتنا الأخلاقية حتى حين يجنح بنا الهوى فى أمر مُحبّب إلى قلوبنا بقدر شخصية «رفعت إسماعيل» ومبتكرها العزيز «أحمد خالد» رحمة الله عليه.

[email protected]

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية