x

أيمن الجندي يوميات أسبوع أيمن الجندي الجمعة 27-11-2020 02:24


الجمعة: تعيش كلية طب طنطا هذه الأيام فى حداد، بعد أن قدمت شهيدين من أفضل أبنائها فى مواجهة كورونا!.. الدكتور أحمد الحلوجى أستاذ أمراض النساء، والدكتورة رغدة الدخاخنى مدرس أمراض النساء. وما زاد الحزن حزنا أنهما كانا - رحمهما الله - من خير الأطباء! بحسهما الإنسانى الرفيع وابتسامتهما الدائمة ومساندتهما لكل مريض، يستخدمان أنفسهما فى مرضاة الخالق، تعبدًا وتذللًا. يثبت الموت المرة بعد الأخرى أنه ينتقى خيارنا! البعض يفسر ذلك بأننا جئنا إلى الأرض لغاية!، البعض ينتهى من إجابة أسئلته على خير وجه مبكرًا، فتنتهى مهمته على الأرض ويسلم أوراق أجابته، ليعود إلى ربه - إن شاء الله - راضيًا مرضيا!.

■ ■ ■

السبت: كثيرًا ما أفكر فى هذا الشىء!. ترى.. لو رأى الرسول ملايين الكتب الدينية المصنفة، هل كان سيسعده ذلك باعتبار أنه يعكس اهتماما من أمته بالدين، أم أنه كان - صلى الله عليه وسلم - سيعتبر أن ذلك بمثابة تحويل الدين لكهنوت، وأن رسالته أبسط من ذلك: عقيدة بسيطة واضحة يفهمها الأمىّ والمتعلم، قوامها التوحيد ومكارم الأخلاق؟.

بأمانة، لا أدرى الإجابة! وليس من حقى أصلا أن أتكلم بلسان غيرى، فما بالك بخير البشر؟!.. لكن المؤكد أنه كان سيسعده أكثر أن ننفذ التعليمات البسيطة الموجودة فى القرآن أفضل من آلاف الكتب المكررة فى كل موضوع.

■ ■ ■

الأحد: لا ريب أن حالات النصب كثرت جدا فى الأعوام الأخيرة!. تقريبا لا أعرف أحدا - بمن فيهم أنا - إلا وتم النصب عليه. فى اعتقادى أن هذه ظاهرة خطيرة جدا وإثمها عظيم، لأنها تضيّع المعروف بين الناس! وتجعلنا نفقد الثقة فيما نسمع من الحكايات المؤثرة! ويضيع بسبب ذلك المحتاجون الحقيقيون!.

النصابون ليسوا أعداء الأغنياء، بقدر ما هم فى الحقيقة أعداء الفقراء!. اسمع هذه الحكاية فى التراث العربى. كان هناك فارس يسير عندما أبصر رجلا يبكى وقد ضل طريقه فى الصحراء! عرض عليه أن يردفه خلفه ويوصله إلى أقرب مدينة! قال له الرجل فى مسكنة: أنا لا أستطيع ركوب الحصان فأنا مجرد فلاح مسكين لا أركب سوى الحمار! هبط الفارس ليساعده فإذا بالرجل يثب على حصانه وثبة فارس متمكن، ويهرب بجواده تاركا إياه فى الصحراء!. وبينما هو يبتعد سمع الفارس يقول له: «استحلفك بالله ألا تحكِ ما حدث». فاستغرب اللص وعاد يقترب منه متسائلا: «ولِمَ؟». قال الفارس قولته الحكيمة البليغة: «حتى لا يضيع المعروف بين الناس».

■ ■ ■

وسواء كانت هذه القصة حقيقية أم للعظة والعبرة، فإن هذا اللص عندما يحكيها متفاخرًا، فإن كل من سيسمعها سيفكر ألف مرة قبل أن يمد يد العون لغيره! وسيصبح شعارنا جميعا: «أنا ومن بعدى الطوفان».

إلا أن هذا صار شعارنا جميعا!، وصرنا نتردد ألف مرة قبل أن نمد يد العون لغريب!.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية