هل غير بالفعل فيروس كورونا كل شىء حولنا؟.. هل وصل إلى تهديد عصر المؤثرين عبر مواقع التواصل الاجتماعى؟
- فى الواقع، تم الكشف مؤخرًا عن الواقع المحفوف بالمخاطر لتلك الصناعة المؤثرة والتى تتخذ من منصات مواقع التواصل الاجتماعى بابًا للشهرة وعوائد مالية كبيرة.
عندما ننظر لحالة مثل، «أرييل تشارناس»، المؤثرة الأمريكية على منصة «انستجرام»، كتبت لمتابعيها البالغ عددهم 1.3 مليون، ستخضع لاختبار فيروس كورونا.
كان ذلك فى 16 مارس الماضى، شاركت «تشارناس»، نتائج المسحة فى قصص «انستجرام» الخاصة بها. فى ذلك الوقت، كانت الولايات المتحدة تجرى حوالى 14000 اختبارا فقط فى اليوم، لكن تشارناس حصلت على واحدة، وهو ما أثار حفيظة متابعيها.
ثم شاركت هدية كانت تلقتها من الماركة العالمية لويس فويتون مع متابعيها، وبعدها قامت بالهروب من الحجر الصحى مع زوجها وابنتيها الصغيرتين، من نيويورك إلى هامبتونز.
وسائل الإعلام، وصفت سلوكها، فى هذا الوقت، بأنه أصبح فيروسيًا، لتفاخرها بامتيازها فى الحصول على عمل المسحة، وخرق الحجر الصحى لمغادرة المدينة، وفى 2 أبريل، قدمت تشارناس اعتذارا صريحا، مؤكدة أنها ستبتعد عن الرأى العام.
وفى مصر.. أثارت المؤثرة «ميرنا الهلباوى» جدلا كبيرا ضدها فى مارس الماضى، عقب نشر تدوينة لها عبر موقع «تويتر» تناشد فيها بكسر الحظر والعمل على الجرى وممارسة الرياضة، فى مخالفة صريحة منها للإجراءات التى أعلنت عنها الحكومة للحد من انتشار فيروس كورونا.
أيضًا، تعرضت ناعومى ديفيس، والتى يتابعها 460.000 متابع، لانتقادات لمغادرتها نيويورك، مركز الوباء الأمريكى، لأنها نشرت فيديو وهى تقود عربة سكن متنقلة، فى جميع أنحاء البلاد وتدعو الناس للخروج إلى الشوارع.
■ داخل مجتمع المؤثرين، مثل هذه الفضائح ليست مخفية، فوفقًا لإحدى الدراسات، كان المؤثرون مسؤولين عن نشر ما لا يقل عن أشهر خمس معلومات مضللة متعلقة بفيروس كورونا. ومع تصرفاتهم غير المسؤولة، دفع رد الفعل العنيف، النقاد إلى طرح نفس السؤال: هل هذه نهاية المؤثرين على مواقع التواصل الاجتماعى؟ بالنظر إلى افتقارهم الواضح للوعى الذاتى فى مواجهة أزمة دولية، هل يمكن أن يكون هذا هو المسمار فى نعش المؤثرين؟
- فى عام 2019، كان التسويق عبر المؤثرين عبارة عن عمل بقيمة 11.7 مليار دولار، مع وجود 79٪ من تلك الحملات على «انستجرام». وفقًا لأحد الخبراء، يمكن للمؤثرين الذين لديهم ما يصل إلى مليون متابع تحصيل ما يصل إلى ما يقرب من 15000 دولار فى المنشور، فى حين أن أولئك الذين يتجاوز عددهم مليون معجب يمكنهم جنى أكثر من 145000 دولار فى كل مرة يقومون فيها بتشغيل كاميرا الصور الشخصية الخاصة بهم.
فى الوقت الحالى، بينما نتصارع مع حقيقة أن فيروسًا قاتلًا، قتل أكثر من 450.000 شخص حول العالم، لا أحد يهتم حقًا. لا أحد يريد أن يرى جلسة تصوير لأحد المؤثرين لعلامة تجارية، تُبث على خلفية غروب الشمس فى حفلة لمغنى مشهور. فقد تم إلغاء جميع الحفلات هذا العام بسبب فيروس كورونا.
تتذكرون وسم «حياة السود مهمة»؟ فقد ظهر بعد وفاة «جورج فلويد» فى أواخر مايو، وأثار الغضب فى جميع أنحاء العالم، ولكن بالنسبة لبعض المؤثرين، كانت مجرد فرصة أخرى للمحتوى.
صورت أحد مقاطع الفيديو المروعة، المؤثرة الروسية «كريس شاتزل»، وهى تحول احتجاجًا فى لوس أنجلوس إلى جلسة تصوير، انطلقت إلى الشارع مرتدية عباءة سوداء، وتضع لافتة فى يدها، بينما كان المتظاهرون المملوئين بالغضب حولها. فى هذه الأثناء، وقف المؤثرون الآخرون وأعربوا عن دعمهم لقضية ذوى البشرة السمراء، لكن ذلك لن يأتى إليهم بمال!
تقول سارة فرير، مؤلفة No Filter: «ما تعلمناه من انستجرام، أنه من أجل الحصول على الكثير من الأموال، يحتاج الأشخاص إلى نشر محتوى متفائل جدًا بنمط حياتهم.. لكن الآن، الناس يعانون. وليس هناك أى منتج يمكنه إصلاح ذلك».
بالنسبة لمعظم المؤثرين، تسبب الوباء فى إحداث نزيف يخص دخلهم، حيث خفضت العلامات التجارية ميزانياتها وألغيت الرحلات الخارجية. على سبيل المثال، تعد السياحة من أكثر الصناعات تضررًا من فيروس كورونا، فمن المتوقع أن تنخفض الإيرادات على مستوى العالم بنسبة 34.7 فى المائة فى عام 2020. بينما فى فترة ما قبل الوباء، كان أكبر مدونى السفر فى العالم يجنون أكثر من 436 ألف دولار شهريًا. الآن.. يشاهدون أعمالهم تختفى أمام أعينهم.
■ إذن من سينجو من الوباء على منصات وسائل الاتصال الاجتماعى؟
- نظرًا لأننا قضينا جميعًا المزيد من الوقت فى المنزل. فالمؤثر الذكى، هو من سينجو. «جو ويكس»، خبير اللياقة البدنية، على سبيل المثال اتجه لنشر مقاطع الفيديو الخاصة بالتمارين فى المنزل للأطفال، وقت الإغلاق.
■ ولكن.. هل يمكن أن يدوم مثل هؤلاء المؤثرين؟ هل يمكنهم جنى الأموال فى هذا الوباء؟
- وفقًا للخبراء، يعتبر الاستهلاك الواعى اتجاهًا حديثا، حيث يتحول منشئو المحتوى والعلامات التجارية على حد سواء، إلى صوت أكثر مراعاة للظروف الحالية. إذا وصفت المؤثر بأنه شخص يأخذ المال للترويج لمنتج ما، فربما لم يعد هذا كل ما يمكن أن يكون بعد الآن. فبالتأكيد لن تكون «نهاية المؤثرين»، لكنها ستكون نهاية حسابات مؤثرة معينة».