كشفت دراسة أمريكية أن الأشخاص الذين أصبحوا أكثر عرضة للإصابة باضطرابات نفسية مؤخرا، هم الذين أصيبوا بفيروس كورونا المستجد «كوفيد- 19»، وأنهم معرضون بشكل متزايد لخطر الإصابة بحالات الصحة العقلية، ويجب أن يتم إدراج الإصابة بـ«اضطراب نفسى» إلى قائمة عوامل الخطر للفيروس، فيما أكد الدكتور إبراهيم مجدى حسين، إخصائى الطب النفسى والمخ والأعصاب، أن معظم الدراسات أثبتت أن نسبة من المرضى الذين تعرضوا للإصابة بأى فيروس، هم الأكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب أو القلق، بسبب خلل فى بعض الهرمونات.
وقالت الدراسة التى أجراها باحثون فى جامعة أكسفورد، بقسم الطب النفسى، ومركز الأبحاث الطبية الحيوية، التابع للمعهد الوطنى لحقوق الإنسان، إنه فى الأشهر الثلاثة التى تلت الاختبار الإيجابى لـ«كوفيد- 19»، تم تشخيص إصابة واحد من كل 5 أشخاص بالقلق أو الاكتئاب أو الأرق لأول مرة، وكان هذا أكثر احتمالًا بمقدار الضعف مقارنة بمجموعات المرضى الآخرين خلال الفترة نفسها، وقد يكون تشخيص الخرف أيضًا أكثر شيوعًا.
ووجد الباحثون أن «كوفيد -19» كان مرتبطًا أيضًا بمزيد من التشخيصات النفسية الجديدة لدى الأشخاص الذين لديهم بالفعل تاريخ من المشاكل النفسية، وبشكل عام وجدوا أن 20٪ من المرضى يتلقون تشخيصًا نفسيًا فى غضون 90 يومًا من اختبار الفيروس.
بول هاريسون، أستاذ الطب النفسى بجامعة أكسفورد، قال إن نتائج الدراسة أظهرت احتمالية تعرض مرضى «كوفيد- 19» لمشاكل فى الصحة العقلية، ولهذا يجب أن تكون الخدمات جاهزة لتقديم الرعاية، وبحث الأسباب وتحديد العلاجات الجديدة، فيما طالب الدكتور ماكس تاكيت، الزميل الأكاديمى فى المعهد الوطنى لحقوق الإنسان، الذى أجرى التحليلات، بضرورة إضافة الإصابة بـ«اضطراب نفسى» إلى قائمة عوامل الخطر لـ« كوفيد- 19».
وقال الدكتور إبراهيم مجدى حسين، إخصائى الطب النفسى والمخ والأعصاب، لـ« صحتك بالدنيا» تعليقًا على الدراسة، إن الجميع ملتفت الآن إلى الأعراض العضوية فقط للفيروس، وتجاهلوا الأعراض النفسية بعد الشفاء منه، مؤكدا أن الدراسات الحديثة تطالب بتوعية المصابين بأى فيروسات، وأضافت إليها مؤخرا «كوفيد- 19»، الأعراض النفسية التى قد يصابون بها وهى المزاج الحزين الذى يصاحبه الشعور بكسل مستمر وإجهاد وخمول، وأكبر دليل أن هذا يحدث مع الكثيرين بعد إصابتهم بفيروس الإنفلونزا، كالشعور بالعصبية الشديدة أو المزاج الحزين.
وأضاف: «سبب الاكتئاب أو الإجهاد بعد الفيروس هو حدوث خلل فى بعض البروتينات والهرمونات المسؤولة عن المزاج وتقليل الإحساس بالألم والإجهاد، وهذا الخلل يتم علاجه عن طريق مضادات الاكتئاب والقلق، وعن طريق العلاج النفسى»، مشددا على أنه ليس بالضرورة كل مصاب بفيروس كورونا المستجد أن يصاب بالاكتئاب، ولكن عند شعور أى مصاب بهذا الأمر عليه التوجه إلى الطبيب فورًا.