وفقًا لدراسة أجريت حديثًا فإن عمليات البحث عن أعراض تتعلق بالصحة النفسية، شهدت زيادة ملحوظة على محرك البحث جوجل منذ أن أعلنت منظمة الصحة العالمية الفيروس وباءً عالميًا.
ووفقًا لصحيفة «نيويورك بوست» استخدم مجموعة من الباحثين في جامعة «تولين ولوريولا» مؤشرات جوجل و«جوجل ترند»، لتحليل المصطلحات التي استخدمها مستخدمو جوجل للوصول للمعلومات المطلوبة عن الصحة النفسية، ووجد الباحثون أن البحث عن أعراض القلق ونوبات الهلع وأساليب الدعم النفسي شهدت قفزة ملحوظة.
أشارت الدراسة المذكورة لمدى التأير النفسي الذي واجهه البعض في مختلف دول العالم بسبب جائحة كورونا، ولكن كيف كان الأمر داخل مصر؟
وفقًا لبحث تم نشره في مجلة فورتشن للطب النفسي عن تأثير فيروس كورونا المستجد على الصحة النفسية للمصريين، للدكتور هشام ماجد الطبيب النفسي والدكتور خالد حسين طبيب الأمراض العصبية والنفسية، كان القلق والوسواس القهري وتعاطي المخدرات أبرز الأعراض التي ظهرت على المصريين.
تم إجراء البحث على 2800 مريض من مناطق مختلفة بالقاهرة والجيزة، كما تم جمع البيانات الخاصة بهم قبل تفشي الفيروس وبعد انتشار الجائحة، وأشار البحث إلى أن نسبة الذكور الذين تعرضوا لاضطرابات الاكتئاب أعلى قليل من النساء بينما كانت أعلى كثيرًا في اضطرابات تعاطي المخدرات، ومن ناحية أخرى كانت نسبة النساء المصابات باضطراب الوسواس القهري أعلى من الرجال.
وسجل الطلاب ذوي التعليم العالي نسب أعلى بشكل ملحوظ في اضطرابات تعاطي المخدرات والوسواس القهري، بينما سجل الطلاب ذوي التعليم المتوسط نسب أعلى قليلًا في اضطرابات الاكتئاب والقلق من ذوي التعليم العالي.
وفي إطار البحث جائت وصمة العار وانعدام الثقة في المنظمات الطبية من أبرز أسباب الإصابة باضرابات نفسية وبالتالي يقلل من الالتزام بالتوصيات الصحية في ظل حلول الجائحة.
وفي هذا السياق أطقت الأمانة العامة للصحة النفسية والإدمان، مبادرة لتقديم الدعم النفسي لمرضى كورونا، التابعة لوزارة الصحة والسكان والتي تمثلت في تخصيص فرق علاجية داخل مستشفيات الحجر الصحي بالإضافة إلى تقديم نصائح للدعم النفسي من خلال رسائل نصية وفيديوهات عبر الصفحة الرسمية للأمانة العامة على موقع فيس بوك، أو تقديم الاستشارات النفسية من خلال الخط الساخن.
وعن كيفية دعم مرضى كورونا، قالت الدكتورة منن عبدالمقصود الأمين العام لـ«الصحة النفسية» إن «مصادر الدعم والأدوات المستخدمة لدعم مريضى فيروس الكورونا بسيطة للغاية وليست معقدة فعلى سبيل المثال يمكننا تذكير المريض بإجراء محادثة هاتفية مع أسرته إذا كان داخل الحجر الصحي، حيث يسهم التواصل الأسري في رفع معناويات المريض بشكل كبير».
وأضافت «عبدالمقصود» في لقاء تلفزيوني سابق، أن «الحالات التي تكون في مرحلة متأخرة من الإصابة بالفيروس غالبًا ما يصابون بالاكتئاب الشديد أو ما يسمى بذهان الرعاية المركزة الذي يتمثل في ظهور بعض التهيئات للمريض بسبب العزلة التي يعيش بها خلال هذه المرحلة ويتم التعامل مع هذه الحالات العلاجات الدوائية والعلاجات السلوكية» مشيرة إلى أنه كلما زادت استجابة المريض للدعم النفسي كلما تحسنت حالته الصحية.
ونصحت منن عبدالمفصود المصابين المعزولين بالمنزل بالتواصل مع الخط الساخن للأمانة العامة للصحة النفسية لتوفير الدعم النفسي الذي يحتاجونه.
كما نصح الدكتور كريم درويش، استشاري الصحة النفسية، بعدم مراقبة الأعراض الجسدية كالتنفس والسعال والحرارة وغيرها من الأعراض لأن هذا الأمر يجعل الشخص في حالة ترقب لظهور الأعراض، وهو ما ليس له داعِ.
كما أشار خلال لقاء تلفزيوني، إلى ضرورة إعطاء الأمر حجمه الطبيعي وعدم المبالغة فيه، ذلك من خلال اتباع الإجراءات الوقائية مما يساهم في تقليل الحجم أعراض الخوف والقلق من الإصابة.