أثارت المصادمات التي تشهدها إثيوبيا مخاوف المستثمرين الأجانب الذي قاموا بضخ أموالهم في مشروعات، مما ينذر بظهور عديد من التطورات المرتقبة والتداعيات الخطيرة على الاقتصاد الإثيوبي ومنطقة القرن الإفريقي بوجه عام.
وقال موقع بلومبرج الأمريكي، في تقرير له السبت، إن هذه المصادمات أثارت خوف المستثمرين الذين كانوا قاموا بضخ أموالهم في إثيوبيا منذ أن تولي أبي أحمد السلطة في 2018، حيث بدأ في فتح الاقتصاد «الموجه» الذي تتحكم فيه الدولة.
ومر ما يقرب من عام على فوز رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد بجائزة نوبل للسلام، بسبب قيامه وضع النهاية لعقدين من العداء مع إريتريا المجاروة، ولكنه أشعل قلقا دوليا بعدما لجأ إلى القوة لقمع المعارضة الداخلية.
وأشار التقرير إلى أن عائد إثيوبيا من السندات الأوروبية التي تبلغ قيمتها مليار دولار قفز إلى 98 نقطة أساس و(هي وحدة قياس تساوي واحد في المائة من واحد في المائة) منذ الثلاثاء الماضي، مكبدا أصحاب السندات خسارة قدرها 2.8 %، حيث يقارن ذلك بمتوسط عائد قدره 1.3% على مصدري السندات السيادية، وهو ما يعني أن إثيوبيا كانت الوحيدة من بين 15 دولة تمنى بخسارة في ذلك الأسبوع.
ونبه التقرير إلى أن الصراع من شأنه أن يلهي الحكومة عن تنفيذ خطط فتح مشروعات اتصالات وغيرها من الصناعات الخاضعة لسيطرة الدولة، أمام المستثمرين الأجانب.
ولفت إلى أن المفاوضات مع الصين حول تأجيل دفع الديون والذي يقضى بإرجاء سداد مبلغ 2.1 مليار دولار في الفترة ما بين 2020-2023 قد تكون على المحك، كما يمكن أن تكون القروض التي خصصها البنك الدولي لدفعها لإثيوبيا في الفترة بين 2021و 2023 قد تكون في «خطر» على حد تعبير المحلل الاقتصادي بمؤسسة «ريد انتليجنس» مارك بوهولوند.
وفيما يتعلق بتأثير الصراع على المنطقة، قال التقرير إن هنا كخطورة من أن تتسرب تلك الاضطرابات إلى مناطق آخرى «مضطربة» بالفعل والتي أنهكتها الاحتجاجات وأعمال العنف أو إلى الدول المجاورة والتي من بينها إريتريا، والتي ظلت علاقتها «باردة» مع التيجراي.
وأغلقت كل من السودان وجيبوبتي وإريتريا حدودها مع إثيوبيا، استنادا إلى مخاوف من توسيع رقعة الصراع في المنطقة.
يذكر أن أبي أحمد اتهم حكومة إقليم التيجراي الشمالي بشن هجوم على قاعدة عسكرية لسرقة المعدات، ومن ثم أمر برد الضربة، حيث أسفر القتال المكثف بين الجيش والقوات الموالية لجبهة تحرير شعب التيجراي الحاكمة بالإقليم، عن مقتل العشرات، في حين جرى تنفيذ ضربات جوية على مخازن الأسلحة في ميكل عاصمة التيجراي إلى جانب تدمير قاذفات صواريخ وغيرها من المعدات العسكرية، حسبما أكد أبي أحمد للتلفزيون الحكومي.