x

طبول الحرب الأهلية تدق في إثيوبيا.. هل تواجه أديس أبابا «مصير البلقان»؟

العنف يستمر منذ تولي آبي أحمد السلطة ..و مراقبون : الصراع "يستعصي على الحل "
الخميس 05-11-2020 17:22 | كتب: محمد عبد الخالق مساهل |
تصوير : آخرون

تواجه إثيوبيا تحت حكم رئيس الوزراء آبي أحمد تحديات عاصفة تهدد بتقسيمها وتفتيتها، حيث عبر أكثر المراقبين تشاؤما عن مخاوفهم إزاء تداعياتها مطالبين بتجنب المصير الذي واجهته يوغسلافيا بمنطقة البلقان حيث انقسمت إلى عدة دول وهي البوسنة والهرسك وكرواتيا والجبل الأسود وصربيا .

وقالت مجلة «أفريكا ريبورت»، في تقرير لها إن تم الإعلان عن حالة طوارئ بالمنطقة لمدة 6 أشهر، في حين أكد «آبي أحمد» أن الجيش الإثيوبي سوف ينفذ مزيدا من العمليات في الأيام المقبلة.

بينما يواجه فيه الإثيوبيون في جميع أنحاء البلاد أحداث عنف يومية، فضلا عن الانتهاكات التي وقعت على مدار العام الماضي، حسب منظمات حقوقية

وأفاد مصدر إغاثي بإصابة نحو 24 جنديا بعضهم إصابته خطيرة بعد استهدافهم في مركز طبي قرب حدود إقليم تيجراي بشمال إثيوبيا مع إقليم أمهرة، حسبما ذكرت وكالة «رويترز».

وحسب المصدر، فإن سماع دوي قصف عنيف يتردد في الإقليم منذ الساعات الأولى من صباح اليوم الخميس.

وتفجرت أعمال عنف عدة مرات منذ تولي «آبي» السلطة، وفي مطلع الأسبوع قتل مسلحون 32 شخصا وأضرموا النار في أكثر من 20 منزلا في غرب إثيوبيا.

وأضافت مجلة «افريكا ريبورت» المتخصصة في الشؤون الإفريقية ومقرها باريس، :«يبدو أن إثيوبيا تنزلق نحو حرب أهلية»، مشيرة إلى أن مجلس الوزراء الإثيوبي أعلن حالة الطوارئ في إقليم تيجراي بعدما اندلعت الحرب يبن قوات الحكومتين الاتحادية والإقليمية، حيث وقعت هذه الأحداث بعد ساعات من إصدار آبي أحمد أوامره للجيش للتحرك ضد جبهة تحرير شعب التيجراي، والذي اتهمها بمهاجمة قاعدة عسكرية للجيش الوطني .

- صورة أرشيفية

وأشار التقرير إلى البيان الذي أصدره مكتب رئيس الوزراء الأربعاء والذي قال إن الوضع مع «الجبهة» وصل إلى مستوى يتعذر منعه والسيطرة عليه من خلال القانون آليات تطبيق القانون العادية .

وشهد صباح أمس هجوما عسكريا شنته قوات الجيش الوطني في إقليم التجراي في مناطق بإقليم أمهرة المجاور، وفقا للحكومة الإثبويبية .

في حين وصف آبي أحمد في خطابه التلفزيوني أعضاء الجبهة بـ«الخونة»، قائلا إنهم حاولوا سرقة معدات عسكرية ومدفعية من موقع الجبهة الشمالية التي تمركزت في إقليم التيجراي لأكثر من عقدين في خدمة وحماية شعب التيجراي من أي تهديدات .

في حين رد رئيس إقليم التيجراي ديبريسيون جيبرميشايل بالقول :«لا نريد الحرب، ولكن قد نضطر إلى ذلك، نحن ندافع عن أنفسنا إذا كان هناك أشخاص يريدون انتهاك حقوقنا»، حيث دعا في وقت سابق إلى الحوار متهما في الوقت نفسه الحكومة الاتحادية التوطؤ مع الحكومة الإيريترية لزعزعة الاستقرار في الإقليم، كما حذر من تأهب الجيش الاتحادي لشن حرب ضد التيجراي .

بينما قال الأستاذ بقسم دراسات السلام والصراعات بجامعة بجوركنيس بالنرويج، كجتيل ترونفول، إن هذا الصراع يستعصى على الحل .

- صورة أرشيفية

وأوضح أنه بالنسبة لجبهة تحرير شعب التيجراي، فإن معظم يعتبرون هذا الصراع قضية وجود، خاضوا الحرب وضحوا من أجله على مدار 17 عاما من المقاومة، بينما يبدو أن السياسيات الجديدة التي يتبناها حزب الازدهار الحاكم أنها تتحدى فهم ما ينبغى أن تكون عليه إثيوبيا .

تصاعد التوتر منذ سبتمبر الماضي عندما أجرى إقليم التيجراي انتخابات في تحد للحكومة الاتحادية، التي وصفت التصويت بأنه «غير قانوني»، ومن ثم وتبادل الجانبان في الأيام القليلة الماضية الاتهامات بالتخطيط لإشعال صراع عسكري.

- صورة أرشيفية

ولا يزيد عدد سكان الإقليم على 5% من سكان إثيوبيا البالغ عددهم 109 ملايين نسمة لكن الإقليم أشد ثراء وتأثيرا من أقاليم أخرى كثيرة أكبر في البلاد.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية