تحت عنوان «التعليم تحقق فى واقعة تذنيب طالبة أربع ساعات فى الشمس لعدم سدادها المصروفات» «كشف الدكتور رضا حجازى نائب وزير التربية والتعليم لشؤون المعلمين عن أنه سيتم التحقيق فى واقعة منع طالبة من دخول المدرسة بسبب تأخر ولى الأمر فى سداد باقى المصروفات الدراسية للتأكد من صحة الواقعة، مؤكدا أنه ليس من حق المدرسة منع أى طالب من دخول المدرسة وهناك تحذير للمدارس بمنع ارتباط حضور الطلاب وتسليم الكتب بدفع وسداد المصروفات الدراسية.. كانت مديرة مدرسة قومية بمديرية التربية والتعليم بالقاهرة قررت معاقبة وتذنيب الطالبة سلمى عمر بوقوفها لمدة أربع ساعات أمام المدرسة وأجبرتها على عدم التحرك وأن تحمل حقيبتها على ظهرها وذلك بسبب عدم استكمال دفع مصاريف المدرسة؛ مما دفع ولى الأمر إلى تحرير محضر بالواقعة موضحًا أن المدرسة منعت ابنته ووالدتها من دخول المدرسة فى الصباح بعد أن أخطر مدير الشؤون القانونية بالمدرسة أسرة الطالبة بأنها ممنوعة من الدخول».
هذه الواقعة يجب التوقف أمامها طويلًا، فبصرف النظر عن أن المدرسة قد خالفت تعليمات الوزارة من عدم ربط دخول المدرسة بدفع المصروفات وأنه طبقًا لتعليمات وقرارات الوزارة فليس من حق المدرسة أن تمنع طالبًا من الدخول إلا أن تصرف مديرة المدرسة يدل على ليس فقط قسوة شديدة بل مبالغة فى اتخاذ موقف لم يكن مطلوبًا أصلا.
المزعج أكثر فى هذه الواقعة هو أن السيدة مديرة المدرسة لم تستطع أن تدرك أن هناك ظروفًا كثيرة صعبة تمر بها الأسر المصرية بحيث تكون غير قادرة على الوفاء بالتزاماتها، ومن هذه الظروف أن تكون الأسرة لا تملك الأموال اللازمة لسداد مصروفات مدرسة الابنة وهو ظرف قاهر لا تستطيع الأسرة التغلب عليه؛ فقد تكون عاجزة تماما عن تدبير المبلغ المطلوب.
أنا لا أستطيع أن أتخيل مشاعر هذه الطالبة وهى تقف فى الشمس لمدة أربع ساعات حاملة حقيبتها على ظهرها عقابًا لها على عدم تسديد المصروفات وأن هذا العقاب قد تم أمام المدرسة كلها أى أمام كل زميلاتها؛ مما يعنى قدرًا من الحرج الشديد، فغير المعاناة الجسمانية هناك المعاناة النفسية التى مرت بها هذه الطالبة وهى تقف معاقبة عقابًا قاسيًا وسبب العقاب معلن.
يجب بالفعل أن يكون هناك تحقيق فى الواقعة من جانب وزارة التربية والتعليم ويجب أن يكون هناك عقاب لمن مارس مثل هذا السلوك، كما يجب أيضا أن يكون هناك تعميم للمدارس بما تم فى التحقيق والعقاب الذى أنزل على مسؤولى المدرسة لكى لا تتكرر هذه الواقعة فى مدارس أخرى فهى ليست مجرد واقعة يمكن أن تمر بل هى أسلوب ينم عن التقصير فى التربية التى هى من أساسيات وظيفة المدارس، فالدرس الذى وجهته المدرسة ليس لهذه الطالبة وحدها بل لكل زميلاتها من تذنيبها لعدم سداد المصروفات. هل الدرس هو أن الفقر خطأ يجب أن يتم العقاب عليه؟