نمر الآن بفترة يعلن فيها المرشحون لمجلس النواب عن أنفسهم، يضعون صورهم، ويعلنون عن أفكارهم، وكل ذلك يعلن على الملأ ليقولوا للمواطنين مَن نحن وكيف نفكر، وهكذا نجد أننا نتعرف على هؤلاء المرشحين ليس فقط على أسمائهم ولكن أيضًا كيف يفكرون وإلى ماذا ينحازون، وهكذا نعرف مَن هم وهل ننحاز نحن كمواطنين ونصوت لهم أم أننا لن نصوت لهم. الأساس هنا هو مَن هم هؤلاء المرشحون وما أفكارهم.. الغريب أننا نجد كثيرًا من الغرائب فى طريقة الإعلان عن هؤلاء المرشحين، فنحن مثلًا نجد أخبارًا تعلن مثلًا أن هناك سبعة عشر مرشحًا للبرلمان قد تم الكشف عن أنهم يتعاطون المخدرات، وذلك من خلال الكشف الطبى، بل هناك مرشح للبرلمان وضع صورة على صناديق القمامة فى منطقته، فهل هذه هى أفضل وسيلة للإعلان عن الترشح؟! أما أغرب طريقة تم بها الإعلان عن الترشح لمرشح للبرلمان فكانت الطريقة التى لجأت إليها مرشحة أعلنت عن نفسها بصورتها وهى تحمل ثمرة موز، حيث ترمز إليها، أما الأغرب فعلًا فقد كانت الأفكار التى أعلنت عنها هذه المرشحة، فقد كتبت فى دعايتها الانتخابية عن الأفكار التى تؤمن بها، والتى تنحاز إليها، حيث قالت: «اتربينا نشيل جزمة الرجالة على راسنا»، كما أعلنت عن تأييدها تعدد الزوجات، ووجهت حديثها إلى السيدات قائلة: «مالكيش الا بيت جوزك.. احنا خدامين الرجالة»، ثم قالت فيما نشرته أيضًا: «جزمة الراجل فوق راسنا»، والسؤال هنا هل هذه الأفكار تدفع السيدات إلى انتخاب المرشحة أم أن هذه الأفكار تدفع الرجال إلى انتخاب المرشحة؟ هل الانحياز إلى تعدد الزوجات من الأفكار التى تدفع الرجل إلى انتخاب هذه المرشحة لمجرد أنه سيجد أنها تنحاز إلى الرجال مادامت تنحاز إلى تعدد الزوجات أم أن السيدات سيقمن بالتصويت للمرشحة لأنها تجد أن «جزمة الراجل فوق راسها» أو أنها تخاطب السيدات مؤكدة لهن أن كلًا منهن ليس لها إلا «بيت جوزها»، فتنحاز إليها السيدات؟! هل مَن تنحاز إليها من السيدات تجد فى هذه الأفكار ما يمكن أن تنحاز إليه كسيدة أو ما يمكن أن تجد فيه ما تؤمن به.. هل هذه الأفكار يؤمن بها الرجال أم تؤمن بها السيدات، وأى سيدات؟!
إن نائب البرلمان يدخل البرلمان ليؤدى دورًا محددًا فيه نابعًا من إيمانه بأفكار معينة تدفعه إلى لعب دور محدد ومعين داخل البرلمان، والنائب يعلن عن أفكاره السياسية التى تدفع الناس إلى اختياره دون غيره لأنهم يجدون فى هذه الأفكار صدى لما يؤمنون به من آراء ومعتقدات وأفكار قد تكون أفكارًا سياسية أو أفكارًا اجتماعية، فهل هذه الأفكار الاجتماعية التى تؤمن بها هذه المرشحة تنبئ بالدور الذى ستقوم به هذه النائبة داخل البرلمان، بل هل هذه الأفكار التى تعلن عنها هذه المرشحة تنبئ عن القوانين التى يمكن أن تنحاز إليها مثل هذه المرشحة إذا ما قُدر لها أن تصير نائبة بالبرلمان؟!.. إن الأفكار التى يعلن عنها المرشح هى مقدمة لدوره داخل المجلس إذا ما تم انتخابه، من هنا يمكننا أن ندرك ما القوانين التى يمكن أن تنحاز إليها مثل هذه المرشحة، فهى بداهة سوف تنحاز إلى القوانين التى تقف ضد حقوق المرأة، وهى سوف تنحاز إلى كل ما يحط من شأن المرأة وكل ما يغتال حقوقها، فمثل هذه الأفكار تؤكد اتجاه المرشحة وكيف تفكر وإلى ماذا تنحاز، فهل ينحاز إليها مَن سيصوتون وهل يعطيها المواطنون أصواتهم؟!