«بنتى امبارح طفلة عندها 13 سنة فى الصف الأول الإعدادى اتعمل عليها حفلة فى مدرسة بلبيس الرسمية للغات من تلات مدرسات قدموا لها أربع رسايل مهمة.. الحجاب جزء من الزى المدرسى البسيه فى المدرسة واقلعيه بره المدرسة.. مش حندخلك المدرسة من غيره.. ماما مش موافقة مش مشكلتنا حلى مشكلتك مع أمك.. الرسايل دى بتعكس المأساة اللى احنا عايشينها فى مدارسنا إننا نكدب بخصوص الزى المدرسى ونتكاتر على طفلة ونرهبها ونهددها ونوهمها إن فيه مشكلة بينها وبين أمها، ونعم التربية والتعليم.. الإجبار على الحجاب فى المدارس» كانت هذه هى كلمات لمياء لطفى والدة هذه الطالبة التى سطرتها على الفيس بوك تعليقًا على ما حدث مع ابنتها فى المدرسة.. هكذا يتم إجبار الفتيات على ارتداء الحجاب فى المدارس رغم أن الحجاب فى الحقيقة يخضع للحرية الشخصية وهو محل اختيار ممن ترتديه وليس محل إجبار لكن فى مدارسنا يتحول الأمر إلى إجبار وترهيب وتهديد.. وهكذا بتصعيد المشكلة من والدة الطالبة صدر بيان من جمعية المرأة الجديدة تم جمع التوقيعات عليه ونص البيان على الآتى «تعمدت أمس مديرة مدرسة بلبيس للغات محافظة الشرقية فرض الحجاب على إحدى الطالبات بالمرحلة الإعدادية باعتباره زيًّا موحدًا لجميع الطالبات غير أن المواطنة لمياء لطفى والدة الطالبة (ريم صلاح) أبدت اعتراضا على إجبار ابنتها على الحجاب وقامت بسؤال مديرة المدرسة عن أسباب فرض الحجاب وأن غطاء الرأس له دلالات أبعد من كونه زيًّا رسميًّا للمدرسة وماذا عن المسيحيات هل يفرض عليهن نفس الزى؟ إلا أن إجابة المديرة جاءت تؤكد فرض الحجاب باعتباره زيًّا مدرسيًّا موحدًا على جميع الطالبات. وفى هذا الإطار نؤكد على عدم وجود أمر إدارى سابق عن مديرية التعليم بالشرقية حول فرض الحجاب على الطالبات بالمدارس كما نذكر أيضا بالتزام الدولة بموجب الدستور والاتفاقيات الدولية للمرأة والطفل بضمانة حقوق المواطنة بلا تمييز على أساس الجنس أو الدين للجميع، وبناء على ما سبق نتقدم بطلب عاجل لكل الجهات المعنية بحماية سلامة المواطنة لمياء لطفى والدة الطالبة من أى تشهير أو تأجيج أو متابعات غير قانونية أو بلاغات كيدية من شأنها أن تهدد سلامة الأسرة».
كانت والدة الطالبة قد تعرضت للتهديد ببلاغات وكتبت تقول «الست المحترمة منال أبو النجا وكيلة مدرسة بلبيس للغات مش بس بتشكك فى إيمانى لا وفى أخلاقى كمان بيننا المحاكم يا أستاذة ماكنتش أتمنى الأمور توصل لكده». الأمور تصاعدت ما بين المدرسة ووالدة الطالبة التى صعَّدت الأمر للمسؤولين فى وزارة التربية والتعليم خاصة أن القرارات الوزارية الخاصة بالزى المدرسى لا تتضمن أبدا الحجاب كجزء من هذا الزى، وهذه المشكلة ليست مشكلة حديثة بل هى مشكلة قديمة، وهى ليست مقصورة على الشرقية وحدها بل إن إحدى الفتيات المسيحيات كتبت على الفيس بوك تقول «إجبار البنات فى المدارس على لبس غطاء للرأس كتير جدا فى الصعيد أنا من الناس اللى كنت فى مدارس بنات فقط فترة إعدادى وثانوى فى التسعينيات وكان بيتم إجبارنا واحنا مسيحيات وكان تمردنا الوحيد فى إعدادى إننا اول ما نوصل الفصل بعد الطابور نقلع الإيشارب وكتير اتعرضنا للتوبيخ والإحراج بسبب ده، فاكرة كويس إننا كنا بنحسه نوع من الإذلال حتى بنات كتير من المسلمات كان عندهم نفس الإحساس». هكذا القضية قديمة ومستمرة، وإذا كانت لمياء لطفى قد استطاعت تصعيد قضية ابنتها وحدث رد فعل إيجابى من وزارة التربية والتعليم التى أصدرت قرارا بأن توضع لافتة بأن الحجاب ليس جزءا من الزى المدرسى إلا أن الأمر يجب متابعته؛ بحيث لا يتكرر فى مدارس أخرى، فالواقعة ليست فردية بل هى متكررة ويجب القضاء عليها.