- أنا من المعجبين بسياسة اللواء محمود توفيق، وزير الداخلية، فالرجل أعلنها صراحة من خلال توجيهاته لقيادات وزارة الداخلية. الوزير يؤكد لهم أن جهاز الشرطة ليس مهمته التصدى للجريمة فقط، بل يمتد عمله إلى حماية المجتمع أيضًا من الأوبئة التى تأكل الأخضر واليابس وتطال اقتصاد البلد، مثل كيوبيد الكورونا، ويطالب الوزير رجاله بدعم الدولة فى تنفيذ الإجراءات الاحترازية..
- من هنا أصدر اللواء محمود عبدالرازق، مساعد وزير الداخلية للمرور، تعليماته لرجال المرور بمطاردة الركاب الذين يستخدمون وسائل النقل البرى والنقل الجماعى وهم بدون كمامة.. امتدت حملات المرور إلى عواصم الأقاليم والمحافظات وعربات الميكروباص بين شوارع محافظتى القاهرة والجيزة، وسحب رخصة السائق الذى يسمح بركوب راكب بدون «كمامة»؛ على اعتبار أن السيارة فى حيازته وبالتالى أصبح هو المسؤول عن كل راكب معه.
- الرجل عشرة على عشرة، وهو يتابع بنفسه هذه الحملات بعد أن شاهد الميكروباصات مكدسة بالركاب وللأسف لا يرتدون الكمامات، اعتبرها «بلوى» كبيرة أن تنتقل العدوى بين الركاب بسبب التكدس والزحام؛ لذلك طالب بنزول الراكب الذى لا يرتدى «الكمامة»، «بكده ضمن سلامة بقية الركاب»، وأصبح الراكب المستبعد مجبرًا على ارتداء الكمامة، وقد وصلت الرسالة إلى بقية الركاب بأنه غير مسموح بركوب الميكروباص بدون كمامة.
- أعجبنى فى اللواء محمود عبد الرازق ضميره فى العمل، وهذا ما نطلبه من كل مسؤول فى الدولة، على الأقل يساهم فى تنفيذ الإجراءات الاحترازية، بارتداء الكمامة كعمل إجرائى وقائى يلتزم العاملون به. إذا تعاون المصريون مع بعضهم البعض والتزموا بالإجراءات الاحترازية، ستفلت مصر من شراسة الموجة الثانية لفيروس الكورونا.. طبعًا غير معقول أن يلتزم رئيس الدولة الرئيس عبدالفتاح السيسى بارتداء الكمامة فى جميع مقابلاته وزياراته فيما لا يلتزم الشعب، والتزامه رسالة للمواطنين ودعوة لهم بارتداء الكمامة لحمايتهم وحماية أسرهم من انتشار العدوى.
- وهنا أحيى رجال المرور على قيامهم بتفعيل نداءات رئيس الحكومة الدكتور مصطفى مدبولى والتى يناشد فيها الشعب ارتداء الكمامة كحد أدنى لمنع العدوى، أصدقاء لى قالوا إنهم بالفعل شهدوا الحملات المرورية فى الميادين والمحافظات وهى تطارد الركاب الذين لا يرتدون الكمامة، فقد أصبحت هذه القضية الشغل الشاغل لرجال المرور، فلن يُسمح لأى ميكروباص بالتحرك وفى داخله مخالفة واحدة.
- الشهادة لله أن اللواء محمد عامر، مدير مرور الجيزة، كان أول من احتضن هذه التعليمات ونظم حملات مرورية.. انتشرت فى الميادين ومواقف الميكروباص فى ميدان لبنان، حيث تتجمع السيارات هناك تحمل الركاب من الميدان إلى أكتوبر والشيخ زايد، وامتدت حملاته للمناطق الشعبية التى هى أكثر كثافة، فقد طلب اللواء عامر التركيز على عربات سيرفيس إمبابة وميدان الشيخ الحصرى، وجميع الاتجاهات التى تربط قرى ومدن المحافظة ببعضها البعض.
- السؤال هنا: متى نعرف قيمة الكمامة؟ للأسف استهتارنا بها، وببقية الاجراءات الاحترازية سيجعلنا ندفع الثمن غاليًا. من الظلم أن نتسبب فى إيذاء أبرياء بسبب إهمالنا، فالعالم يصدر تعليمات وعقوبات لمن لا يرتدى الكمامة ونحن هنا فى مصر استهتار لا مثيل له، وإن كانت الحكومة قد أعلنت منذ يومين عن غرامة تصل إلى أربعة آلاف جنيه عقوبة لمن لا يرتدى الكمامة. إجراء مطلوب ومعمول به فى أوروبا، المهم عدم التراخى فى التنفيذ.