- القضية لم تعد حكاية من حكايات «ونيس» والمؤشرات خطيرة، وتقول إن أوروبا أغلقت أبوابها فى وجه القادمين إليها. مؤشرات الموجة الثانية تعلن عن شراسة الفيروس، بعد أن بدأ يحصد أعدادا هائلة من الأوروبيين، ولكم أن تتخيلوا أنه لأول مرة فى تاريخ أوروبا تبلغ نسبة الإصابات اليومية ٢٠٠ ألف إصابة، طبعًا من يسمع بالإصابات بهذه الأرقام المخيفة لن يصدق، ثم ماذا نتوقع عندنا بعد الحال فى أوروبا؟
- العالم يستغيث من شراسة الموجة الثانية، وغير معقول أن ننعزل عنه، وتصبح لنا إحصائية تختلف عنهم، فى حين أن ما يصيب العالم أكيد سيطالنا، ربما نكون أقل منهم ليس بحكم وضعنا الجغرافى، لكن حكمتنا وتمسكنا بالإجراءات الاحترازية، من الأسباب التى أوصلتنا إلى أرقام الإصابات الضعيفة فالحكومة لم تهدئ من التحذيرات وبدأت نسبة الوعى تزداد، لهذا السبب يتجه حجم الإصابة الى النزول، لكن هل قدرتنا تستمر حتى نهاية الموجة الثانية.. هذا هو السؤال.
- فى أوروبا وعلى وجه التحديد فى نابولى واحدة من المدن الإيطالية، خرج أهلها فى مظاهرات ضد حظر التجول، وامتدت هذه المظاهرات إلى عدد من المدن الإيطالية يعلن المتظاهرون خلالها قبولهم أى تعليمات إلا غلق الأنشطة التجارية، لذلك رفعوا يافطات كتبوا عليها عبارة «تقفل.. ادفع» يعنى غلق المحال يستلزم أن تعوض أصحابها فلوسًا، حتى يعيشوا. مع أن هذه الدول تحصل على مساعدات مالية من الاتحاد الأوروبى، لكن نحن من يعوضنا قيمة الخسائر الاقتصادية التى تنتج عن حظر التجول، أكيد الدولة، لكن مهما ساهمت من أجل بيوت العمال المتضررين من الغلق لن تستطيع أن تتحمل طويلا، فالرئيس- أكرمه الله- احتضن العمالة غير المنتظمة التى ليس لها أجور ثابتة، تجاوبًا مع الظروف القاسية التى يتعرضون لها، وإذا استمر الأمر شهرًا أو شهرين فلن تقدر الدولة على أن تتحمل بقية العام.
- نحن لا نريد أن نصبح مثل فرنسا التى بدأت منذ أيام معدودة فرض حظر التجول، وتقوم قوات الشرطة الفرنسية بإجراءات عنيفة مع غير الملتزمين بالإجراءات الاحترازية، ولكم أن تتخيلوا والشرطة الفرنسية تهاجم الشقق فى باريس، مجموعة من الأصدقاء فى سهرة أو حفل عشاء، تدخل عليهم قوات الشرطة فى حالة تلبس ثم تصحبهم إلى مركز الشرطة وتفرج عنهم بعد قضاء ليلة بين المحتجزين على ذمة قضايا. مؤكد لو حدث هذا عندنا وتبناه الإعلام، فسيكون رادعًا للتسيب والانفلات، لكن حكومتنا تتحمل رخامة الناس، ولا تريد أن تفعل مثل ما يحدث فى فرنسا التى أغلقت أبوابها ومنعت الدخول لمدنها لا بالجو أو البحر أو البر أو بالسكة الحديد، إجراءات قاسية جدا حتى تتجنب شراسة الكورونا.
- لذلك أقول: نريد أن نفعل كما تفعل إنجلترا، فهى تقوم بتقييم مدنها حسب كثافة الإصابات وتعطى كل مدينة ما تستحق أن تتعامل به، فى فتح مطاعمها أو محالها التجارية، والمدينة «الأشطر» والتى تحقق نقاطا عالية فى الإجراءات الاحترازية هى التى تستفيد بأكبر امتيازات. المهم تطهر نفسها من الفيروس، قولوا إن شاء الله تحصل مصر على أعلى النقاط.