x

هل تبخرت الأخلاق؟

الثلاثاء 20-10-2020 00:12 | كتب: اخبار |

مكونات الهواء 78% من غاز النيتروجين و21% أكسجين. والباقى غازات خاملة وثانى أكسيد الكربون وجزء صغير غير ثابت من بخار الماء. يستحوذ النيتروجين على نصيب الأسد من مكونات الهواء، ويبقى بخار الماء هو الأقل. فهل أخلاقنا والأشياء الجميلة فينا أصبحت كبخار الماء، جزء بسيط وغير ثابت؟ حيث نفاجأ حين نرى إنسانا يفعل خيرا، ونصرخ إذا رأينا شخصا مجتهدا، خاصة إذا كان من أسرة رقيقة الحال، وضيق ذات اليد كان سبب تفوقه. فلماذا ننسى، ولا نسأل عامود النور فى الماضى، كم شابا ذهب إليه ليذاكر تحته مستغلا ضوءه، الذى لم يصل إلى البيوت حينذاك، ويصبح بفضله طبيبا أو عالما؟ عندما نرى شيئا جميلا كان فى الماضى عاديا، نراه الآن شيئا نادر الحدوث. فقير دخل كلية الطب أصبحت معجزة القرن. شخص لا يستطيع دفع الأجرة فى وسيلة مواصلات، فساعده إنسان آخر، أصبحت إعجازا يتكلم عنه العالم. هل الماضى ذهب مع أخلاقنا وذهب معه كل شىء جميل؟ أم يغازلنا الأمل بأن ترجع أخلاقنا كما كانت فى الماضى؟ أسئلة كثيرة تواجهنا ونحن نواجه سرطانا أخلاقيا يسيطر ويهيمن علينا، ويحاول أن يحطم أو يستعمر كل شىء جميل فينا. حتى أغانينا الجميلة ذهبت، وكأنها تقول أنا لا أصلح أن أكون معكم فى هذا الزمن. ولكن مازالت معركة الوجود مستمرة بين ما تبقى فينا من أشياء جميلة وكل ما هو قيبح سكن فينا. ولا يمكن أن تنتهى المعركة لصالح القبح مهما حدث. لأنه لو انتصر سيكون انتصارا زائفا ينتهى مهما طالت مدته، أما الجمال فهو الحقيقة، التى سنحارب جميعًا لكى تنتصر، لنحمى أجيالا قادمة من خطر القبح الأخلاقى بكل أشكاله.

مراد عزمى- الإسكندرية

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية