في مستهل كلمته، اليوم السبت، خلال المشاركة في مراسم التوقيع النهائي على «اتفاق جوبا للسلام» نيابة عن الرئيس عبدالفتاح السيسي، نقل الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، إلى الحضور تحيات الرئيس عبدالفتاح السيسي، وتهنئته ومباركته، بمناسبة التوقيع النهائي على اتفاق السلام الشامل بين الحكومة الانتقالية في السودان، والحركات المسلحة السودانية.
واعتبر رئيس الوزراء أن هذا الاتفاق يشير إلى بداية عصر جديد للسودان الشقيق، يملؤه الأمل في الاستقرار والرخاء، لافتًا إلى أن مصر تُقدر الجهود الجادة والحميدة التي قامت بها دولة جنوب السودان الشقيقة، منذ انطلاق منبر جوبا التفاوضي، وحتى اليوم الذي يتوج بتوقيع اتفاق السلام النهائي.
وأشار مدبولي إلى أن مصر طالما دعمت منذ البداية هذا المنبر، بل أعدت وشاركت في التأسيس له، بدعوة الأشقاء في الحركات المسلحة السودانية، لترتيب أوضاعهم وتأكيد النية على تحقيق السلام في مؤتمر العين السخنة عام 2019.
كما أكد رئيس الوزراء، في كلمته نيابة عن الرئيس السيسي، على اقتناع مصر بأن تنفيذ الاتفاق الشامل للسلام في السودان يعد أكثر أهمية من التوقيع عليه، مشيراً إلى ما يحمله ذلك من التزامات سياسية، واقتصادية، وتنموية، وأمنية، واجتماعية، تحتم على الأطراف الموقعة كافة، بل تفرضُ على كل الحريصين على مصالح السودان، في المجتمعين الإقليمي والدولي، بذل كل جهد ممكن دعماً لاستحقاقات ما بعد السلام.
كما أعرب مدبولي عزم مصر الراسخ ـ كما كان عهدها دائماً ـ على استمرار العمل مع أشقائها في السودان، من أجل تعزيز مختلف أوجه الشراكة القائمة بين البلدين الشقيقين، في إطار الروابط الأزلية الممتدة بين شعبيها، وعلى النحو الذي يُجسد كافة آمال التنمية لشعبي مصر والسودان.
وأضاف: إن اجتماعنا اليوم في هذا الحفل هنا في جوبا، إنما يؤكد على إمكانية تجاوز كل خلاف، وبناء علاقات تعاون قائم على المصالح المشتركة بين الأشقاء الأفارقة جميعاً، أملًا في أن يعزز ذلك من قدرة قارتنا السمراء الغنية العامرة بالموارد والثروات، على حل مشاكلها وتعزيز التنمية والرخاء في ربوعها.
وفي ختام كلمته، هنّأ رئيس الوزراء الأشقاء في السودان، وجنوب السودان، وفي قارة أفريقيا، والعالم أجمع، بهذا السلام الشامل، الذي يعبر عن الإرادة الأفريقية الرشيدة، الطامحة في العدل، والديمقراطية، والاستقرار.