x

محمد كمال مقتطفات غاضبة محمد كمال الإثنين 21-09-2020 01:39


«الغضب» هو عنوان الكتاب الجديد، الذى يتصدر ساحة الجدل الآن فى الولايات المتحدة. أهمية الكتاب تعود إلى أن مؤلفه هو «بوب ودوارد» أحد أشهر الصحفيين، ويعتبره الكثيرون أيقونة الصحافة الاستقصائية بالولايات المتحدة، ويذكر له التاريخ أن تحقيقاته مع زميله فى جريدة الواشنطن بوست «كارل بيرنشتاين» هى التى كشفت عن فضيحة «واتر جيت» وأدت لاستقالة الرئيس الأمريكى السابق ريتشارد نيكسون.

«الغضب» هو الكتاب الثانى لودوارد عن الرئيس ترامب، والأول كان عنوانه «الخوف»، وتناول العامين الأولين من إدارته، ووصف فيه ترامب بأنه «زئبقى» و«لا يمكن التنبؤ به».


أما كتاب «الغضب» فقد اعتمد على حوالى ١٨ مقابلة شخصية أتاحها ترامب لودوارد أثناء تأليف كتابه. أما لماذا منح ترامب هذه المقابلات لصحفى انتقده بشده فى كتابه السابق، فالإجابه المتداولة هى أن ترامب، وبالرغم من أنه يحتل أقوى منصب فى العالم، لايزال يشعر بعدم الثقة فى نفسه، ويسعى للحصول على الاعتراف من الآخرين، خاصة لو كان صحفى بوزن ودوارد.

الكتاب يتناول العديد من القضايا المهمة، خاصة ما يتعلق بإدارة ترامب لملفات الأمن القومى. وهناك الكثير من الأمور التى يمكن التوقف عندها بالتأمل والتحليل، ولكن سأكتفى فى هذا المقال بمقتطفين. الأول ما جاء بالكتاب حول عملية السلام فى الشرق الأوسط، والذى قد يفسر لنا بعض ما يحدث الآن. ففى الفصل التاسع، يتحدث ودوارد عن الدور الكبير الذى يقوم به جاريد كوشنر، صهر الرئيس ترامب، داخل البيت الأبيض. والذى أصبح من الناحية الفعلية مديرا لمكتب الرئيس رغم أنه يحمل رسميا لقب مستشار ترامب. ويصفه ودوارد بأنه ذكى ومنظم ومتعجرف. وقد كلف ترامب صهره كوشنر بتولى عدد من الملفات الهامة والحساسة فى السياسة الخارجية، ومنها الصراع الإسرائيلى الفلسطينى، ويشير الكتاب لقول ترامب إذا لم يتمكن كوشنر من إيجاد خطة سلام للشرق الأوسط، «فلن يستطيع أحد».

ويتحدث الكتاب عن الخلاف بين كوشنر ووزير الخارجية السابق تيلرسون، حيث قدم كوشنر أربع أو خمس نسخ من خطته للسلام لتيلرسون، الذى أبدى شكوكه حولها بشكل متزايد. حيث اعتقد تيلرسون أن كوشنر اعتمد كثيرًا على التنمية الاقتصادية وتجاهل جميع القضايا الصعبة بين إسرائيل والفلسطينيين. واقتبس من الكتاب («قال كوشنر: إذا جعلت الفوائد الاقتصادية كبيرة بما يكفى، سيقول الناس نعم. كان المال هو المفتاح، فقط ضخ المال. تحدث ترامب بهذه الطريقة أيضًا. أخبر تيلرسون كوشنر أنه لا يفهم التاريخ. قال: «هؤلاء الناس لن يهتموا بأموالك». «أو سيأخذون أموالك وبعد خمس سنوات من الآن، ستعود إلى حيث أنت اليوم. هذا لن يمنحك السلام «يرفض كوشنر هذا بشدة ويعتقد أنه طور خطة أصلية ومتوازنة للسلام بين إسرائيل والفلسطينيين. وخلص إلى أن تيلرسون لم يكن على مستوى منصب وزير الخارجية»)، وبالتأكيد ساهم هذا فى الإطاحة بتيلرسون.

المقتطف الثانى هو من خاتمة الكتاب، حيث يخلص ودوارد الى أنه وصل لاستنتاج أن مشكلة الولايات المتحدة هى فى ترامب «الشخصية المتضخمة، الفشل فى التنظيم، نقص الانضباط، عدم الثقة فى الآخرين الذين اختارهم أو فى الخبراء، تقويض المؤسسات الأمريكية.. عدم الرغبة فى الاعتراف بالخطأ، عدم القدرة على وضع خطط..». ويذكر أنه ربما كان كوشنر على حق عندما قال إن فهم ترامب يعنى فهم «أليس فى بلاد العجائب».

[email protected]

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية