وسط إجراءات احترازية وكمامات طبية وبأعداد محدودة لمواجهة جائحة كورونا، أعلنت كنائس المنيا الأرثوذكسية احتفالها بعيد النيروز أو العام القبطى الجديد، الذى يبدأ 11 سبتمبر من كل عام، ويلقب التقويم القبطى بتقويم الشهداء أو «السنة التوتية»، حيث يعد أول شهر فى السنة هو شهر «توت».
ويستمر احتفال آلاف الأقباط بكنائس المنيا بليلة رأس السنة القبطية للعام القبطى الجديد 1737 بإقامة أمسيات روحية بصلوات التسبحة، بدأت مساء أمس وتنتهى صباح اليوم - أول أيام العام الجديد- بصلاة القداس الإلهى، والتى تعد أول جمعة يعاود فيها إقامة القداسات بالكنائس بعد نحو 6 أشهر من انقطاع قداسات الجمعة.
والتقويم القبطى هو تقويم شمسى وضعه قدماء المصريين لتقسيم السنة إلى 13 شهرًا معتمدًا على دورة الشمس، ويعتبر من أوائل التقاويم التى عرفتها البشرية وأدقها من حيث ظروف المناخ والزراعة خلال العام، إذ يعتمد عليه الفلاح فى مواسم الزراعة منذ آلاف السنين وحتى الآن.
وتبدأ السنة القبطية بشهر توت وتنتهى بشهر نسىء، وترتيبه الشهر الثالث عشر والأخير فى العام القبطى، وهو شهر قصير طوله خمسة أيام فى 3 سنوات متتالية وفى السنة الرابعة التى تكون كبيسة يكون طوله 6 أيام، والنسىء معناها فى اللغة «العقيب»، وعُرف بالقبطية باسم «الشهر الصغير».
وتعنى كلمة «النيروز» باللغة القبطية الأنهار، وبالفارسية اليوم الجديد، أما بالسريانية فتعنى العيد، وأتت لفظة نيروز من الكلمة القبطية «نى- يارؤو» الأنهار، لأن ذاك الوقت من العام هو ميعاد اكتمال موسم فيضان النيل.
وفى تقليد معتاد، تقوم الكنائس بتوزيع «أكياس» بها أعداد رمزية من تمرات البلح والجوافة على المصلين فى هذه المناسبة كمعايدة من الكنائس على الشعب لارتباط هاتين الثمرتين بعيد النيروز.
وفسر القس تكلا نجيب، أستاذ التاريخ الكنسى بالكلية الإكليريكية بالمنيا، تناول الأقباط للبلح والجوافة بأن له معنى رمزيا وبُعدا روحيا، حيث يرمز البلح الأحمر إلى دم الشهداء، وقلبه الأبيض يدل علي نقاء سيرتهم، أما نواته فصلبة لا تنكسر رمزا لصمود الشهداء رغم العذابات الكثيرة، نفس الرمز بالنسبة لثمرة الجوافة التي تمتاز بقلبها الأبيض وبذورها الكثيرة مثل عدد الأقباط الشهداء. وقال إن عيد النيروز من الأعياد القليلة التى يحتفل بها الأقباط ولا يسبقه صوم، ورغم توارى التقويم القبطى فى زاوية بعيدة وسط التقويمين الهجرى والميلادى السائدين حاليا، إلا أنه يعد بوصلة الفلاح الذى احتضن هذا التقويم، وظل يتوارث العمل به ويطبقه فى زراعته منذ عرف هذا التقويم لقرون بعيدة.
وأوضح أن بركات النيل كانت عند الفراعنة أعظم عيد، لارتباطه بحياة مصر الزراعية، واستمر هذا التقويم القبطى ولا يزال موجودا فى الريف ومحافظات الصعيد، لارتباطه بالزراعة على مدار أشهر السنة.