عقدت اللجنة العليا الدائمة لحقوق الإنسان، التي يترأسها وزير الخارجية، اجتماعها الشهرى اليوم برئاسة السفير الدكتور أحمد إيهاب جمال الدين الأمين العام للجنة ومساعد وزير الخارجية لحقوق الإنسان والمسائل الاجتماعية والإنسانية الدولية، بحضور ممثلى الوزارات والجهات الأعضاء باللجنة.
وأكد الأمين العام للجنة أنه على الرغم من حداثة اللجنة كآلية مؤسسية دائمة تعنى بتنسيق ملف حقوق الإنسان بالدولة، إلا أن جهودها بدأت تؤتى ثمارها في إعطاء قوة دفع ملموسة للجهود الوطنية، من خلال عمل منهجى منسق اتصالا بمختلف ابعاد ملف حقوق الانسان بما في ذلك عدد من المبادرات الجديدة التي من شأنها تحقيق التطوير الذي تستهدفه الدولة من وراء انشاء اللجنة.
وإستعرض الإجتماع التقدم المحرز في عمل الأمانة الفنية خلال شهر أغسطس تنفيذًا لإختصاصات اللجنة المنصوص عليها في قرار إنشائها الصادر عن السيد رئيس مجلس الوزراء، وتناول جهود الأمانة الفنية في اعداد اول إستراتيجية وطنية مصرية لحقوق الإنسان وفقاً للخطة التي إعتمدتها اللجنة خلال إجتماعها الأول في يوليو الماضى.
واستعرضت اللجنة جهود مجموعة صياغة الإستراتيجية للإنتهاء من إعداد المسودة الأولى والتي تأسست على التحليل المتعمق للبرامج وخطط العمل المستقبلية المرتبطة بملف حقوق الإنسان لدى 23 وزارة وجهة بالدولة.
وأكدت اللجنة اهمية ان تراعى عملية إعداد الإستراتيجية مسألة تحقيق الترابط مع الإستراتيجيات الوطنية المتخصصة المعتمدة بالفعل في المجالات ذات الصلة، وكذا دراسة الإستراتيجيات وخطط العمل التي نفذتها الدول الأخرى وما كشفته من ممارسات فضلى يمكن الاستفادة منها.
وأوضح الأمين العام للجنة أنه سيتم عرض مسودة الإستراتيجية على أعضاء الهيئة الاستشارية، التي تضم أكثر من 20 من الشخصيات العامة والخبراء الوطنيين المتميزين من ذوى تخصصات مختلفة، بهدف الحصول على ملاحظاتهم، على ان يعقب ذلك عقد إجتماع معهم ببداية الشهر المقبل لإجراء مناقشة متعمقة حول مضمون المسودة وللتعرف على ما لديهم من مقترحات اضافية.
وأوضح الأمين العام انه جارى ترتيب عقد عشرة جلسات الإستماع خلال شهر أكتوبر في القاهرة وخمس محافظات أخرى على مستوى الجمهورية، بحضور ممثلى منظمات المجتمع المدنى فضلاً عن عدد من أعضاء مجلس النواب، بهدف تلقى مقترحاتهم والتعرف على امالهم وطموحاتهم فيما يتعلق بمضمون الإستراتيجية.
واكد الأمين العام في هذا الخصوص حرص اللجنة على إتباع نهج تشاورى موسع في عملية الإعداد للإستراتيجية، التي تعتبر الأولى من نوعها في مصر، وتأتى تنفيذا لللارادة السياسية للدولة بتحقيق النقلة النوعية التي تليق بمصر والمصريين، مضيفا ان تلك الاستراتيجية ستتضمن إلى جانب اطارها العام مجموعة متتالية من خطط العمل الخمسية التي يجرى تنفيذها والبناء عليها.
و إستعرض الإجتماع التقدم المحرز من قبل الأمانة الفنية في إعداد «ورقة موقف» للحكومة ردا على التقرير السنوى الأخير للمجلس القومى لحقوق الإنسان، بما يعكس إهتمام الحكومة بدراسة والتفاعل الايجابى مع مضمون هذا التقرير والتعقيب على ما تضمنه من توصيات وملاحظات، احتراما من جانبها للمجلس ودوره البناء بإعتباره مؤسسة وطنية مستقلة وشريك للدولة في تعزيز وحماية حقوق الإنسان.
و تناول الإجتماع كذلك موقف جهود إعداد الردود الوطنية على المراسلات الواردة من الآليات الدولية والإقليمية لحقوق الإنسان وموقف اعداد التقارير الدورية المقدمة إلى تلك الآليات، وتم تدارس سبل تذليل اية معوقات قد تحول دون الالتزام بالآجال الزمنية المحددة لذلك. كما إستعرضت اللجنة نتائج إجتماعات مجموعات العمل المختلفة المنبثقة عن اللجنة العليا والمكلفة ببحث ملفات حقوقية محددة، كما استعرض موقف الإتصالات التي تمت لبناء شراكات مع بعض الوكالات المتخصصة للأمم المتحدة والشركاء الدوليين، لتحقيق الأولويات الوطنية في مجال حقوق الانسان.
وشهد الإجتماع قيام ممثل هيئة الرقابة الإدارية بتقديم عرض عن جهود الهيئة في تنفيذ الاستراتيجية الوطنية لمكافحة الفساد، كما قام ممثل المجلس القومي لشئون الإعاقة بتقديم عرض عن خطط وجهود المجلس لتعزيز وحماية الأشخاص ذوى الإعاقة.