- من يومين اتصلت بالأستاذ الدكتور شريف وديع، مستشار الأستاذة الدكتورة هالة زايد، وزيرة الصحة، للطوارئ والحالات الحرجة، على اعتبار أن الحالة التى تحت يدى تدخل فى اختصاصه، قلت له: لماذا لا تخصص الوزارة مستشفيات للطوارئ بمصاريف للقادرين؟ على الأقل ستكون أرحم مما يحدث فى بعض المستشفيات الخاصة التى تشك فى الإصابة بكورونا وتغالى فى الأرقام.
- قال لى الدكتور شريف: اسمح لى أن أدعوك لزيارة مستشفى من مستشفيات العزل، لن أحدد لك مستشفى بعينه، سأترك لك الاختيار لترى كيف كانت معالى الوزيرة الدكتورة هالة زايد حريصة كل الحرص على العناية به، فى الأسرة، والتجهيزات، واختيارها أكفأ الأطباء الذين يعملون فيه، بجانب هذا عندنا مستشفيات للحالات العادية بعيدا عن كورونا على درجة عالية جدا فى العلاج، لكن بعض المرضى يفضلون مستشفيات القطاع الخاص وبالتالى يصرخون من فواتيرها، ثم طلب منى أن أتوجه بصاحبة الحالة التى عندى إلى أحد المستشفيات الحكومية لفحصها، وإذا ثبت أنها غير مصابة بكورونا، عن نفسى أضمن لها سريرا ولا فى مستشفيات القطاع الخاص.. هكذا حدثنى الرجل المسؤول عن الحالات الحرجة بوزارة الصحة، وللعلم سبق للدكتور شريف وديع أن أصيب بكورونا من اختلاطه بالمرضى وأقام عزلاً لنفسه فى بيته كى يوفر سريرا لمن هو أحق منه من المواطنين، وقد أكرمه الله لنيته وخرج معافى من أزمته.
- ثم أرجع لصديقى الذى اتصل بى تليفونيًا يشكو مغالاة أحد المستشفيات الخاصة الذى اشتبه فى إصابة والدته بكورونا مع أنه متأكد أنها تعانى من مجموعة أمراض بسبب الكبد، ومع ذلك المستشفى طلب منه مائة ألف جنيه تحت الحساب مقابل فحصها وتحديد ماعندها، سأل عن الحالة التى تأكدوا منها، كانت إجابتهم لا نعرف، لذلك سوف نرسلها لأحد المستشفيات لاستقبالها، وقالوا إنهم رتبوا لها سريرا والأمر يستلزم أن يدفع الابن لهم تحت الحساب، رد عليهم أنه على استعداد أن يدفع للمستشفى الذى سيستقبل والدته، أفهموه أن المستشفى لن يستقبله إلا عن طريقهم، معنى الكلام أن هذا المستشفى يقوم بدور الوسيط لحساب مستشفى آخر.. بعد أن سمعت من صديقى ما رواه قلت فى داخلى: اللهم احفظنا من هذا الموقف، وبالذات من المسمى بكورونا، صحيح وباء لا يرحم صاحبه، فهو يطرق الأبواب بلا موعد أو إنذار، الإنسان ضعيف يجد نفسه فى دوامة ويداه مرفوعتان إلى السماء يدعو الله ألا تكون السخونة أو حشرجة الصدر بداية الإصابة بكورونا.. للعلم أن الأم لم تظهر عليها علامة من علامات كورونا.
- ويتصل صديقى بالطبيب المعالج لوالدته من أمراض الكبد، فيقترح الطبيب أن يتجه الابن فورا إلى معهد الكبد والأمراض المتوطنة بجوار معهد الأورام، والمعهد تابع لوزارة التعليم العالى، ويأمل صديقى خيرا، وفعلا يتحقق هذا الخير لأنه من الواضح أن الأم على صلة بالله، أطباء الاستقبال استقبلوها، حاول الابن أن يحكى قصة آلامها، طلبوا منه أن ينتظر حتى ترتاح ويتم فحصها، ما شاء الله على الإنسانية، وهو معهد حكومى، لم يساوم أو يفاصل، استقبلوا الأم ليس لأن طبيبها المعالج من بين أطباء المعهد، لكنه بروتوكول الاستقبال، ونلجأ للدكتور شريف وديع.. ذلك الإنسان، بحثا عن سرير، فيتصل بالدكتور محمد إبراهيم، رئيس الحالات الحرجة بوزارة الصحة، ويطلب منه توفير سرير لدخولها فورا فى أحد الأماكن الشاغرة، فيرشح له مستشفى أحمد ماهر بعد أن ثبت عدم إصابة الأم بكورونا.. لكن للأسف لم يجد سريرا بالمستشفى فيتجه الابن بوالدته إلى مستشفى دار الشفاء وهو وبخته.
- هذه الحكاية أرويها بعد أن امتلأت المستشفيات بالمرضى، والبحث عن سرير أصبح معجزة.