x

عباس الطرابيلي المحمودية.. قناة للنقل المائى عباس الطرابيلي الإثنين 31-08-2020 23:59


فى فترة الوئام بين السلطان محمود ومحمد على باشا.. بالذات بعد أن استجاب محمد على لطلب السلطان وأرسل جيش مصر لمحاربة الوهابيين.. عندما قرر محمد على إعادة حفر ترعة الإسكندرية عام 1818 لم يجد أفضل من اسم هذا السلطان ليطلقه على هذا المشروع الكبير.. وكان ذلك من أساليب الحكم زمان وظلت على اسمها القديم، حتى الآن. وبالمناسبة كما قررنا تغيير اسم سليم الأول على الشارع الطويل فى القاهرة.. لماذا لا نغير اسم المحمودية وأيضاً نلغى اسم السلطان عبدالعزيز من وسط القاهرة، وهو الذى كان سلطاناً للدولة العثمانية من 1861 إلى 1876 وهو بالمناسبة ابن السلطان محمود، وهو أول وآخر سلطان عثمانى يزور مصر.

المهم لأن محمد على باشا كان يهوى المشروعات المتكاملة.. فإنه كان كذلك مع مشروع ترعة المحمودية.. وهى رباعية الأهداف والمنافع، إذ جعلها قناة ملاحية لنقل البضائع بين الإسكندرية والقاهرة.. كذلك استخدمها لتوفير مياه الرى للمناطق حول الإسكندرية ولمحافظة البحيرة.. أيضاً لضمان توصيل مياه الشرب للمدينة.. وجعلها طريقاً بحريا من فرع رشيد إلى أقصى غرب الإسكندرية.. وإذا كان أول من حفرها هو الإسكندر الأكبر فإن الذى أحياها للمرة الأولى هو محمد على باشا، وبسبب إحياء هذه الترعة التى افتتحت فى فبراير 1819 قفز سكان المدينة من 7000 نسمة إلى 40 ألفاً عام 1840 ثم تصاعد عددهم عام 1848 ليصل إلى 143 ألفاً.. ورغم ما قيل إن محمد على استخدم فى حفرها وتعميقها وزيادة عرضها 400 ألف فلاح مات منهم 11 ألفاً، لأن العمل استغرق 10 شهور فقط.. لكن المكاسب كانت عظيمة منها زراعة آلاف الأفدنة التى كانت أساس الزراعة فى محافظة البحيرة..

وها هى «المحمودية» تعيش الآن عصر إحيائها الثانى فى عصر الرئيس عبدالفتاح السيسى ولكن بعد قرنين من الزمان.. وبعد أن كانت هذه الترعة فى السنوات الأخيرة قد تحولت إلى بؤرة تنشر القاذورات ومنطقة للقمامة.. استطاع السيسى أن يحولها إلى مصدر للحياة النظيفة. وبذلك نضمن توصيل المياه نظيفة إلى الإسكندرية بل وصول مسارها الذى ينطلق موازياً لأهم محاور المدينة إلى أفضل محور مرورى يتنزه حوله أبناء المدينة.

■ ولكن بقى أن يكمل الرئيس السيسى مهمته القومية هذه بأن يحيى استخدام الترعة كقناة ملاحية لنقل البضائع «الصادرات والواردات» من القاهرة إلى الإسكندرية، لأن النقل المائى هو أرخص أنواع النقل.. بالذات بعد أن زادت صادراتنا للعالم.. وأيضاً زادت وارداتنا.. ولاحظوا أن محمد على حين أعادها للملاحة صمم على تعميق هذا المجرى بحيث لا يقل عن 6 أمتار.. وأحياناً سبعة.. وعرضها يسمح لمرور السفن النهرية. وأمام الرئيس السيسى أن يزيد عمقها ويزيد عرضها لاستخدام السفن النهرية الجديدة.. لحماية الطرق البرية من أساطيل النقل البرى، أى تصبح لمصر قناة مائية فى غرب النيل من فرع رشيد إلى الإسكندرية، أقول ذلك وأنا أعلم مدى اهتمام الرئيس السيسى بتطوير النقل المائى.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية