x

عباس الطرابيلي التحطيب رياضة.. أم قتال؟ عباس الطرابيلي الأحد 30-08-2020 00:23


رغم أن أشهر أثرى مصرى معاصر، وهو الدكتور زاهى حواس، سيقول إننا نجد على واجهات بعض المعابد نماذج لشباب مصر يمارسون التحطيب، إلا أننى أراها- أيضًا- من أساليب ممارسة التدريب على القتال بالسيوف، بل إن مدربى الحروب كانوا يدربون الصبية الصغار على القتال بسيوف خشبية إلى أن يشتد عودهم فيحملوا سيوفا حقيقية من معدن.

ولكن لماذا اشتهرت عملية التحطيب فى صعيد مصر.. وحتى عندما انتقلت إلى العاصمة ووجه بحرى لم يعرفوا إلا «النبوت» الذى كان سلاح الفتوات؟.. وعودوا إلى أعمال نجيب محفوظ فى الحرافيش والتوت والنبوت وغيرهما.

ولكن لى تفسير آخر ربما يؤكد ما أقول، أن التحطيب كان محاولة لاستهلاك «الطاقة القتالية» عند الشباب.. وأن ذلك شاع وانتشر بالذت خلال حكم العثمانيين لمصر من عام 1517 لكى «يفرغ» الشباب حبهم للقتال من خلال النبوت وغالبًا ما كان زمان من غاب البامبو ثم من عيدان بعض الأشجار التى يشتهر بعضها بالقوة والمتانة وهكذا.. وأن العثمانيين لكى يلهوا شباب المصريين عن القتال الحقيقى شجعوا التحطيب وجعلوا من مصر شبابا فقارية وشبابا غيرهم.. أى قسموا المصريين إلى فئتين تقتلان حتى لا يفكروا فى قتال الغازى العثمانى.. وهكذا ثم تقسيم المصريين إلى فقارية وفاذوغلية.. على نفس منطق فرق تسد.. ليسهل للعثمانيين حكم مصر.. وهكذا.

وهكذا انتشرت وشاعت عمليات التحطيب وتحولت إلى رياضة يمارسها الشباب «وتمتص» قوتهم وعصبيتهم.. وانقسم كل المصريين إلى عدة فرق.. بدأت فى الأفراح والموالد وكل المناسبات الشعبية وأيام الجمع والإجازات. وتفنن المصريون فى تقوية النبوت سواء بدق مسامير معدنية تزيد من قوته.. أو تغليفه بالجلد لزيادة تماسكه.. تمامًا كما كان المعمارى المصرى يزيد من قوة أبواب الحارات والبيوت بالمسامير المعدنية وغيرها.

وتنوعت عملية التحطيب.. حتى وصلت إلى تحطيب الفرسان وهم على ظهور خيولهم.. تمامًا كما عمليات الاقتال بالسيوف والفرسان على ظهور الخيل.. وهكذا.

■ ■ وكما لقتال الفرسان بالسيوف قواعد وأصول.. نجد أيضًا فى التحطيب.. فالهدف ليس قتل المنافس.. ولا حتى تحطيم ضلوعه وأطرافه.. ولكن يكفى عملية اللمس.. تعبيرًا عن تفوق هذا الفتوة على ذاك.. وكان أى شاب يحرص على أن يحمل النبوت خصوصًا فى القرى.. وله فيه مآرب أخرى أهمها استخدامه لمواجهة الحيوانات الضالة.. أو الدفاع عن النفس أو حتى للوجاهة، تمامًا كما يحرص البدوى والعمانى بالذات واليمنى على حمل الخنجر- ويصل ثمنه الآن إلى عشرات الألوف- كشىء من الوجاهة الاجتماعية التى تدل على مرتبته بين الآخرين.

المهم.. هل نتفق على أن لعبة التحطيب هى تطوير لعملية المبارزة بالسيوف.. أم هى موجودة كنوع من الرياضة، كما تقول لنا الرسوم الهيروغليفية على واجهات المعابد والقبور؟.

القرار لكم.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية