اكتشف مجموعة من الخبراء بطاقة بريدية قادتهم لاكتشاف المكان الذى رسم فيه الفنان فنسنت فان جوخ على الأرجح آخر تحفة فنية له قبل وفاته.
ووفقاً لسى إن إن، وجد الباحث الهولندى، فوتر فان دير فين، المدير العلمى لمعهد فان جوخ، بطاقة بريدية يرجع تاريخها إلى الفترة من 1900 إلى 1910 تظهر جذوع الأشجار والجذور التى تنمو على أحد التلال، وهو مشهد مشابه لما ظهر فى لوحة فان جوخ «جذور الأشجار»، ويُعتقد أن اللوحة الخيالية، وهى «زيت على قماش» لم تكتمل أبدًا، هى آخر عمل للرسام فان جوخ، رسمها فى اليوم الذى أطلق فيه الرصاص على نفسه يوم 27 يوليو 1890، وتوفى بعدها بيومين.
وقال دير فين، فى بيان صادر عن متحف فان جوخ، إن «كل عنصر من عناصر هذه اللوحة الغامضة يمكن تفسيره من خلال ملاحظة البطاقة البريدية والموقع.. شكل التلال والجذور وعلاقتها ببعضها البعض وتكوين الأرض ووجود وجه من الحجر الجيرى شديد الانحدار».
وأوضح دير فين أن «الموقع يتوافق أيضًا مع عادة فان جوخ فى رسم الزخارف من محيطه المباشر، ويشير ضوء الشمس الذى رسمه فان جوخ إلى أن ضربات الفرشاة الأخيرة تم رسمها قرب نهاية فترة ما بعد الظهر، ما يوفر مزيدًا من المعلومات حول مسار هذا اليوم الدرامى المنتهى بانتحاره».
وأرسل دير فين ما توصل إليه لزملائه فى معهد فان جوخ فى أمستردام، حيث تعرض اللوحة، والذى أقر بأن البطاقة البريدية الخاصة بشارع دوبينى الواقع على مسافة 150 مترًا من فندق أوبرج رافو، حيث توفى فان جوخ، تظهر على الأرجح موقع آخر لوحاته.
ووصف تيو ميدندورب، الباحث البارز فى متحف فان جوخ، الاكتشاف بأنه «رائع»، مضيفا فى بيان: «عند الملاحظة الدقيقة، يُظهر النمو الزائد على البطاقة البريدية أوجه تشابه واضحة للغاية مع شكل الجذور فى لوحة فان جوخ، وأن هذه آخر أعماله الفنية، تجعلها أكثر استثنائية، بل ومثيرة»، مضيفا أنه تم تطويق المنطقة الآن لحمايتها وستتاح للجمهور فى وقت لاحق.
وأوضح «فين» أن فكرة اللوحة كانت على ما يبدو رسالة من فان جوخ، رسالة وداع بالألوان عن الموت والتجديد. وتابع: «عندما تقطع الحطب من جذع شجرة، تنمو براعم جديدة». كانت رسالته أن عمله انتهى، وفى وقت لاحق من ذلك اليوم، أطلق النار على صدره فى حقول الذرة القريبة.