1 - فانتاستيكا..
لمّا لم يجد ولىّ الأمر ما يبيع للناس اقتنى ناعورة رياح عجيبة..
تحصد رقابا مهمشةً..
تلوك قصص المستضعفين..
وتدهس حكاياتهم..
تدور ألواحها، تدور..
تظل للأبد..
مع الرياح..
تدوووو...
وووووووور..
لحسن الحظ، بالعدل، لا توزع للخلائق سوى الصرخات..
- (تك تاك، تك تاك، تك.. تاك)..
============
2 - حكاية تعنيف بسيطة
الزوج ساعة خاتلها وكانت تفلى القمل بناظريها..
أمسك سبلة شعرها، كانت على وشك الصراخ..
ضرب بقبضته عنقها..
وكى يسكتَها، وضع راحة كفه على أنفها، مدَّ يده إلى علبة المناديل الورقية ودسَّ بفيها قبضة..
مزَّق الوشاح من رقبتها وربط به ذراعيها.. دفع رأسها إلى أعلى، حتى خارت قواها..
وحينما كان يسحل بالكامل أنوثتها مع جثث القمل الميتة كانت قد أنهت بصمتها على الورق..
- طلاق.. طق طق.. طق طق..
صرخة يبغضها الرب..
============
3 - ثلاث صيحات
هى تسارع تمسح جوانب الفرن بقطعة ثياب مهترئة مبللة بالماء.. وتزج بالرغيف للفرن.. توشك تحرق كل أصابعها بالداخل.. تلمظ أناملها صائحة:
- (واح واح ببب أح.. أح.. أبببب)..
وترفع رأسها تتأمل الرضيعة التى أجلسَتها فى حجر مصنوع من جريد النخل والسعف وحوّطتها بوسادات صغيرة محشوة بالقش..
تركتها تتقلب بين الأحساك، تنغرس فى رقبتها الأشواك، ما إن تلامس جنبها الوخزات حتى تنقلب على الجانب الآخر.. وتصرخ:
- (واك.. واك.. اك)..
وفيما الصهد اللافح لفرن رقاق الخبز يلهب وجنتيها، يُنبِتُ عرقا سائلا من تحت عصابتها المشبحة بهبئات الدقيق والدخان..
كان زوجها ينقر.. ينقر..
يعالج بهاتفه الجوال رسالة نارية لعشيقته:
- (احححح ااح حح.. ببببب ااااا ككككك).