لا تنأَ عنّى.. هل ستتركنى انتثارًا للغياب؟»
أقولُ «يا مايا أُحِبُّكِ إنما لا شىءَ مضمونٌ بهذى الأرضِ
قد لا نلتقى أو قد أعودُ»
- «فهل ستنسانى؟»
(تُهيِّئُ لوزَها وقِطافَ داليةٍ تنامُ على الخمائلِ والجدائلِ)
- «لا أُفكِّرُ فى غيابكِ لحظةً ولم أشأ الرحيلَ ولا ابتعادَكِ
لستُ مَن ينسى ولكنى شريدُ»
- «فهل تعودُ لما تركتَ من اشتعالِكَ فى دمى ولما اشتهيتَ من القطافِ
وما أمِلتَ وما أسرَّتهُ الوعودُ؟»
(تُزيحُ مايا ما تبقَّى من غلالتِها فيشهقُ لوزُها
ويُهيَّأُ الزهرُ الندىُّ على اشتِباكِ فُروعِها
فَرسًا تُراودُ عاشقًا عن لوزِهِ العارى
فتصطخِبُ الرعودُ)
يمُرُّ بحرٌ بيننا.. تهمى سماءٌ
تشتهينا غيمتانِ.. يُظِلُّنا ليلٌ كَتومٌ
يشهقُ اللوزُ المُعبَّأُ ملءَ كفىْ
قُبلَتَانِ وحيرتان
أُكدِّسُ الأزهارَ بين يدىَّ.. شهقَتَها ورعشةَ سرِّها
- «اقتربتْ سمائى لا تدعنى الآن.. خُذنى واعتلى غيمى
ليُشعلَنى الصعودُ»
يُضىءُ برقٌ
يسطعُ الليلُ المُخيِّمُ فجأةً
ترتاحُ عاصفةٌ على دمِنا فتهمِسُ: «كم أُحِبُّكَ»
يهداُ اللوزُ.. الحريرُ وتينُها ونثارُ عطرٍ يستريحُ من التوقُّدِ فى الهواء
تنامُ مايا ملءَ هدأتِها
فيأسِرُنى الشرودُ
لها الأغانى والنُعاسُ
لها انتشاءاتُ الحقولِ وأولُ الفجرِ
الصنوبرُ والينابيعُ.. النهارُ
وما تُخبِّئُهُ الورودُ
أسيرُ نحوَ ستائرى
الليلُ المُخيِّمُ والمدى
البحرُ الملازمُ صمتَهُ
وأنا وحيدُ
«تُرى ستنسانى؟»
يُحاصرنى السؤالُ
فلا أُفكِّرُ فى وصايا ما يجىءُ بهِ الغيابُ
«ووجهُ مايا نائمٌ»
وأنا بعيدٌ عن رؤاىَ ومَن أكونُ
أنا بعيدُ
* شاعر مصرى
مقيم فى الخارج