شدد رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي على أن المحنة التي وقع فيها لبنان في ظل الانفجار المدمر في مرفأ بيروت تلقي بظلالها على منطقة الشرق الأوسط بأكملها.
وذكر الكاظمي، في كلمة ألقاها اليوم السبت، خلال مشاركته في المؤتمر الدولي الافتراضي الخاص بتقديم الدعم إلى لبنان في ظل انفجار بيروت، أن لبنان يمثل حالة فريدة من نوعها في الشرق الأوسط ونموذجا للتسامح والتعدد والقبول بالآخر.
وقال: «نجتمع في هذه اللحظة الإنسانية العصيبة، لنقف موحدين إلى جانب شعب لبنان.. اليوم نقف مع لبنان في محنته التي هي محنتنا جميعا».
وشدد الكاظمي على أن العراق، رغم الظروف الداخلية الصعبة، كان سباقا للوقوف إلى جانب الشعب اللبناني، سواء على مستوى تقديم الدعم الطبي الطارئ أو الدعم في مجال الطاقة، بالإضافة إلى استمراره في التهيئة لسد النواقص الفورية في مجال الحبوب وغيرها من المتطلبات.
ولفت رئيس الوزراء العراقي إلى أن حكومة بغداد، بسبب فهمها العميق لمتطلبات مرحلة ما بعد الكارثة، أصبحت أمام «مسؤولية فورية» للوقوف إلى جانب الشعب اللبناني لمواجهة هذه التحديات وتجاوزها، مضيفا: «ندرك أن ذلك لن يكون من دون توفير إرادة ومسؤولية دولية مشتركة».
وأبدى الكاظمي تمنيه أن يتمخض مؤتمر اليوم عن مشروع سيساعد اللبنانيين في إعادة تقييم تجربتهم السياسية، مقرونا بمبادرة دعم للاقتصاد اللبناني واحتواء الضرر الذي ألحقه الانفجار، مع «عدم التوقف حتى يعود لبنان إلى وضعه الطبيعي المستقر كمصدر للثقافة والإلهام والريادة في الشرق الأوسط».
وقال رئيس الوزراء العراقي إن فاجعة بيروت تمثل «درسا عميقا ومشتركا عن خطورة الصراع السياسي الداخلي والإقليمي والدولي في المنطقة، مضيفا:»من بغداد التي نزفت دما ودمعا ودفعت أثمانا باهظة وكبيرة للارتباكات الإدارية والقانونية، وتضرر الثقة المصيرية بين الشعب ومؤسسات الدولة، ونحاول اليوم التماسك والوقوف على قدمينا من جديد، أدعو الجميع لإسناد الشعب اللبناني بمواقف جادة تخفف آثار الفاجعة عن بيروت وشعب لبنان«.