نجحت أجهزة الأمن بوزارة الداخلية ممثلة فى لجنة المصالحات، بالتنسيق مع قطاع الأمن العام، خلال الآونة الأخيرة، فى وأد عددٍ من جرائم الثأر بالمحافظات. تعاونت الوزارة مع علماء الدين فى إنهاء عددٍ من الخصومات إذ قدم طرفاها «الكفن»، وتعهدا بحقن الدماء، فيما داهمت الشرطة منازل عائلات بينها خصومة ثأرية، وضبطت أسلحة نارية وذخائر، قبل استخدامها فى الأخذ بالثأر.
جهود «الداخلية» لاقت قبولاً لدى المواطنين الذين قالوا: «ما تفعله الوزارة ساعد على عودة الحياة لطبيعتها، لا سيما فى صعيد مصر، حيث تنتشر جرائم الثأر»، وأشار خبراء فى مجال الأمن إلى أن الوزارة شنّت حملات عدة على مركز البدارى، والقوصية فى أسيوط، حيث جرائم الثأر لم تهدأ، وانتشر الفزع بين النّاس.
خلاف على أولوية المرور، دفع إحدى العائلات فى مركز أبنوب والناشئة بأسيوط، لقتل سيدة، وأجج نار الثأر بين عائلتى «بدر» و«جاد الرب»، لحين تدخل لجنة المصالحات بالمحافظة التى تضم قيادات من الأمن العام، وعلماء دين، وقيادات شعبية وتنفيذية، وانتهت الواقعة بالمصالحة بين العائلتين.
ونجحت اللجنة فى إنهاء خصومة ثأرية بين عائلتى الفصادنة، والشيمة بقرية قصر حيدر، إثر مقتل 3 أشخاص وإصابة اثنين، والقبض على 11 شخصًا من طرفى العائلتين بحوزتهم 21 قطعة سلاح نارى.
فيما استهدف الأمن قريتى: القوصية، وأبنوب، وضبط 43 قطعة سلاح بحوزة 10 متهمين قالوا إنهم يستعدون للأخذ بالثأر من بعضهم البعض.
فى الأقصر، نجحت لجنة المصالحات فى تصالح عائلتى أبوقشة والهلايل، بعد مقتل «عامل» من العائلة الأولى، جراء جريمة ثأر.
كما وأدت اللجنة جحيم الثأر بين أولاد عمومة من عائلة الكمانية بالغنيمية فى سوهاج، بتقديم الكفن، والتعهد بعدم إراقة الدماء التى حرمها الله، وأشاد قاطنو القرية بالصلح «التربص بين أولاد عمومة مكانش بيهدأ، وكنّا بنخاف على عيالنا من نزول الشوارع، وحياتنا كانت كابوسًا».
«الرجال هجروا المنازل، والنساء والأطفال بقوا فى المنازل».. يرسم أحمد على، أحد الأهالى، صورة لما خلفته جرائم الثأر بقريته، مشيدًا بجهود لجنة المصالحات التابعة لوزارة الداخلية «تبذل جهودًا كبيرة، ونجحت فى استقرار أسر كانت فى مهب الريح، بسبب الثأر».«على» كان بعيدًا عن الثأر، إلاّ أنّه عاش رعبًا «ضرب النار المتبادل بين العائلات هدد حياتنا». ويؤيده معتز سعيد، من الأهالى، الذى أشاد بجهود اللواء حسن محمود، مدير أمن سوهاج «أحبطت جهود الشرطة فى ضبط حائزى الأسلحة النارية، ولجان المصالحات، سلاسل من الدم».
ومن جانبه، قال اللواء أشرف أمين، الخبير الأمنىّ، إن وزارة الداخلية من خلال لجنة المصالحات وضعت جرائم الثأر نُصب أعينها، للقضاء على تلك الظاهرة «المرعبة» التى تسببت فى تشريد أسر بأكملها، والقضاء على مستقبل أبنائها، وهددت الأمن العام.
وأوضح «أمين» خلال تصريحاته لـ«المصرى اليوم»، أن إدارات البحث الجنائىّ بالمحافظات تلعب دورًا كبيرًا من خلال جمع المعلومات عن أطراف الخصومة، لتقريب وجهات النظر بينهم، لإنهاء الخصومات، إلى جانب أنّها حققت ضربات موجعة فى حق تلك الأطراف، وضبطت كميات من الأسلحة والذخائر.