x

«الغنوشى».. رجل «الوفاق» بين جناحَي «النهضة» المعتدل والمتشدد

الخميس 12-07-2012 22:27 | كتب: غادة حمدي |

بعد الفوز الكبير، الذى حققه حزبه «النهضة» الإسلامى، فى أول انتخابات حرة تشهدها تونس بعد الإطاحة بنظام زين العابدين بن على فى يناير 2011، احتل راشد الغنوشى، الزعيم التاريخى للحركة الإسلامية التونسية، الذى عاش حياة المنفى فى بريطانيا 20 عاماً، صدارة المشهد السياسى فى بلاده.

والغنوشى الذى اعتبر لفترة طويلة متشدداً مقرباً من جماعة «الإخوان المسلمين»، أصبح يقدم نفسه بعد عودته إلى تونس فى يناير 2011 على أنه معتدل يقود حزباً شبيهاً بحزب «العدالة والتنمية» فى تركيا، حتى إن البعض يصفه بأنه «أردوجان تونس»، فى إشارة إلى رئيس الوزراء التركى رجب طيب أردوجان، زعيم «العدالة والتنمية».

وبعدما حصل حزبه فى أكتوبر 2011 على الأغلبية فى «المجلس التأسيسى»، لتكون له اليد الطولى فى تحديد سياسة البلاد، كرر الغنوشى القول: «لست مثل الخومينى، لدينا حزب إسلامى ديمقراطى»، وعمل على محو كل أثر للتطرف الإسلامى فى خطابه، مؤكداً أن حزبه لن يسعى لتقليص الحريات العامة، حتى إن مراقبين يصفونه بأنه «رجل الوفاق» بين الجناحين المعتدل والمتشدد لحركة «النهضة».

ولد «الغنوشى» فى مدينة الحامة جنوب شرقى تونس فى 22 يونيو 1941، واتجه نحو الدراسات الدينية، ثم عمل مدرساً فى مدينة قابس. ويقول مقربون من الغنوشى إنه كان متعطشاً للمعرفة ومتأثراً جداً بالأفكار القومية العربية.

وغادر الغنوشى بلاده لمتابعة تحصيله العلمى فى القاهرة ثم فى دمشق حيث نال شهادة فى الفلسفة، وأسس مع بعض رفاقه مطلع 1981 حركة «الاتجاه الإسلامى» التى تحولت لاحقاً إلى «النهضة».

وبدأ الغنوشى يثير قلق السلطة واتهم بتأجيج اضطرابات، فحكم عليه بالسجن أول مرة 11عاماً فى نهاية 1981، ثم بالأشغال الشاقة المؤبدة فى بداية 1987. ومن المفارقات، أنه عندما تولى بن على السلطة فى 1987 أنقذ الغنوشى، فقد عفا عنه فى 1988 فى أجواء من الانفراج السياسى، لكن شهر العسل بين الطرفين لم يدم طويلاً، فبعد حصول «النهضة» على نحو17% من الأصوات فى الانتخابات التشريعية عام 1989، بدأت رحلتها الطويلة مع قمع النظام. وفى نهاية العام نفسه، غادر الغنوشى تونس إلى الجزائر ثم إلى لندن فى 1991. وحكمت عليه المحكمة العسكرية بتونس مع قيادات أخرى بالسجن المؤبد بتهمة «التآمر» ضد رئيس الدولة، ثم عاد الغنوشى إلى تونس فى 30 يناير 2011 بعد الثورة.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية