x

عبد الرحمن فهمي التقى حسن البنا بأنور وجدى.. فماذا قالا؟؟ عبد الرحمن فهمي الثلاثاء 27-08-2013 21:24


بالصدفة المحضة.. التقى الشيخ حسن البنا، مؤسس جماعة الإخوان المسلمين بأنور وجدى وجهاً لوجه.. فجلسا وتحدثا.. فماذا قالا؟.. ما رأى حسن البنا فى السينما، وما الفيلم الذى رآه؟

يروى هذه القصة الدكتور محمود عساف، عميد كلية التجارة جامعة المنصورة، أحد كبار رجال جماعة الإخوان المسلمين، منذ بدايتها فى كتابه «مع الإمام الشهيد حسن البنا».. وهو عبارة عن مذكراته الشخصية.. فماذا كتب:

فى يوم من أيام صيف عام 1945.. وكان الجو صحواً، ونسمة خفيفة تداعب الشجر فى ميدان الحلمية الجديدة.. ذهبت إلى الإمام - وكان فى ذلك الوقت غير مشغول بضيوف أو بأعمال لها صفة الاستعجال.. وما إن جلست حتى قال لى: قم بنا نذهب إلى البنك العربى لنفتح حساباً للجماعة هناك.. ولم يكن للإخوان أى حساب فى أى بنك حتى ذلك الوقت!!.. وكان البنك العربى هذا بنكاً حديث النشأة، وكان مركزه الرئيسى فى مدينة القدس يرأسه وصاحب رأسماله عبدالمجيد شومان أو عبدالحميد شومان، لا أدرى بالضبط، فهو فلسطينى الجنسية.. وكان العرب والمسلمون متحمسين للتعامل مع هذا البنك الجديد فى وقت كانت فيه البنوك كلها أجنبية حتى البنوك المصرية كانت فى ظاهرها مصرية، أجنبية فى حقيقتها.. بالإضافة إلى بنوك ملكية فردية، أصحابها من اليهود.. فيما عدا بنك مصر الذى كان الإنجليز يحاربونه بشتى الطرق.. ويعملون على إغلاقه بأى شكل وبأى طريقة، ولكن الله غالب على أمره.

ركبنا الترام - الإمام وأنا - !! من شارع محمد على من أمام مسجد قيسون متوجهين إلى العتبة الخضراء ومن هناك سرنا على الأقدام إلى ميدان الأوبرا ثم إلى شارع قصر العينى، حيث يوجد البنك هناك!!

لاحظ.. ركب الإمام الترام ومشى فى الشوارع!!

توجهنا إلى مكتب رئيس البنك السيد شومان رأساً، وكان يتبع سياسة الباب المفتوح لكل العملاء.. يستطيع أى عميل أن يدخل إليه بلا أى استئذان.. دخلنا وألقينا السلام من على بعد وجلسنا- الإمام وأنا - على أريكة مواجهة للمكتب.. وكان هناك رجل جالس على مقعد مجاور للمكتب وظهره منحرف نحونا، كان يتحدث مع شومان بك حديثاً خاصاً هامساً.. انتظرنا صامتين إلى أن تنتهى تلك المقابلة.. ولكن فاجأنا شومان بك بقوله بصوت عال حينما لمحنا: أهلاً أهلاً.. أهلاً وسهلاً.. مما جعل الجالس أمامه ينظر إلينا، فإذا به ينتفض هو الآخر، ويهتف قائلاً حسن بك!! حسن بك!! أهلاً وسهلاً حسن بك!!

ثم تقدم نحونا مصافحاً الإمام ثم إياى.. ثم جلس على كرسى مواجه للإمام، وقال لنا:

- أنا أنور وجدى المشخصاتى- يعنى الممثل- طبعاً فأنتم تنظرون إلينا ككفرة، نرتكب كل يوم المعاصى، فى حين أنا والله أقرأ القرآن، وأصلى، كلما كان ذلك مستطاعاً!!

كانت مفاجأة لى.. فلم يكن أحد ينادى الإمام أو يشير إليه فى كلامنا إلا بقولنا فضيلة الأستاذ أو السيد الإمام.. أما حكاية حسن بك كانت نشازاً غريباً عليه وعلى مسامعه هو أيضاً.

رد عليه الإمام بقوله:

- يا أخ أنور، أنتم لستم كفرة ولا عصاة بحكم أعمالكم. فالتمثيل ليس حراماً فى حد ذاته.. ولكنه حرام إذا كان موضوعه حراماً.. وأنت وإخوانك الممثلون تستطيعون أن تقدموا خدمة عظمى للإسلام إذا عملتم على إنتاج أفلام أو مسرحيات تدعو إلى مكارم الأخلاق.. بل أنتم تكونون بذلك أكثر قدرة على نشر الدعوة الإسلامية من كثير من وعاظ المساجد.

ثم قال الإمام:

- إنى أرحب بك.. وآمل أن تحضر لزيارتنا بدار الإخوان المسلمين بالحلمية الجديدة لنتبادل الرأى حول ما يمكن أن تسهموا به فى نشر الفضيلة والدعوة إلى الله - تعالى.

انتهت المقابلة الصدفة عند هذا الحد.. ومن معلوماتى فيما بعد أن فضيلة الإمام رأى فيلم لأنور وجدى مع ليلى مراد اسمه «ليلى بنت الفقراء» حينما كانت الأفلام يتم عرضها فى القصور والبيوت كثيراً.

انتهى ما كتبه المرحوم الدكتور محمود عساف فى كتابه «مع الإمام الشهيد حسن البنا».. وبعد،

- لماذا أكتب هذا الكلام اليوم؟؟

- لأنه كانت هناك مناظرة تليفزيونية بين الرجل الفاضل الدكتور كمال الهلباوى-، المتحدث باسم جماعة الإخوان المسلمين فى لندن، منذ أيام حسن البنا، حيث كان يدرس هناك.. ثم ترك الجماعة بالثلاثة عندما انحرفت بعد حسن البنا-، وبين المستشارة الثائرة دوماً تهانى الجبالى.. هى تؤكد أن الجماعة تعشق الدم والقتل من بدايتها.. والرجل الفاضل الذى انضم للجماعة منذ نشأتها وعلاقته القوية بحسن البنا يؤكد أن حسن البنا شخصياً وعقلاء الجماعة كانوا ضد فرع العنف.. وهذه حقيقة أنضم فيها مع الدكتور الهلباوى.. نعم عنف خلفاء البنا أضاع الجماعة للأبد.. هل رأيتم «وسطية» حسن البنا فى لقائه مع أشهر ممثل»؟

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية