الساسة المصريون الحاليون لا يعرفون طبيعة التعامل مع أمريكا.. لم يقرأوا التاريخ.. حينما تعادى أمريكا مثلما فعل جمال عبدالناصر تحنى أمريكا رأسها لك، وتحاول أن تتقرب منك.. حتى لو أعلنت الحياد الإيجابى بين القوتين العظميين أيضاً ستعمل أمريكا لك ألف حساب.. ولنا فى التاريخ عبرة.. عندما أعلن الدكتور محمود فوزى، مندوب مصر فى مجلس الأمن عام 1950، وقوف مصر على الحياد فى حرب كوريا، جن جنون أمريكا وأيقظت الملك فاروق من النوم فى الساعة الثالثة صباحاً. رفض الملك التدخل وقال للسفير اتصل بمصطفى النحاس، رئيس الوزراء.. وفى الصباح رفض «النحاس» مقابلة السفير لأنه جاء بلا موعد مسبق.. ولما عرض السفير أن ينتظر حتى تنتهى كل مقابلات النحاس واجتماعاته ثم يقابله بعد ذلك رفض صلاح الشاهد، أمين مجلس الوزراء.. وطلب منه مغادرة المبنى فوراً.
هكذا كانت تعامل مصر أمريكا.. فكانت تعمل ألف حساب لمصر.. أما أن يجىء المخلوع رقم 2 محمد مرسى يخضع لها ويتفق معها ومع الصهيونية على أمور مصيرية.. هنا تظن أمريكا أن مصر ولاية من ولاياتها وتضيف نجمة أخرى فى العلم!! ويقف رئيسها، أسود الوجه والقلب يأمر وينهى!! ويرسم سياسة مصر!! لا داعى لحالة الطوارئ.. وانت مالك!! وسنعاقبكم ونمنع عنكم المعونة!!
نحن لا نريد المعونة «التافهة».. لسنا فى حاجة لها وإذا أرسلتموها سنضعها فى حقيبة ونلقى بها فى حديقة سفارتكم.. لن نقيم مناورات «النجم الساطع» فى صحرائكم هذا العام.. ونحن نقول لكم ياريت تلغى المناورات للأبد أنتم الذين تستفيدون من هذه المناورات لا نحن!! ثم أخيراً يحاولون الآن أن يخيفونا بمجلس الأمن!! وسوريا يتم الآن ومنذ فترة طويلة إبادة شعبها بأكمله.. كل يوم آلاف القتلى وهدم مئات المنازل منذ شهور طويلة ولم يفكر أحد فى التدخل!! ولم يجتمع مجلس الأمن!! ثم بعد هذا كله.. قادة الجماعة الضالة المضللة يحلمون بتدخل عسكرى أمريكى بدعوى ما يسمونه «حماية الأقليات».. وهى حكاية قديمة منذ قرنين من الزمان!! كانت تتخذها الدول الكبرى لاحتلال بعض البلاد ونهب خيراتها.
الدنيا تغيرت يا أسمر الوجه والقلب!! وعلى فرض أن المفاجأة أذهبت عقولكم وأضاعت حلمكم من المحيط إلى الخليج فإن صواريخ روسيا لكم بالمرصاد.
ثم هل نسيتم المملكة العربية السعودية الرائعة التى أدانت أعمالكم الآن.. ومن قبل وقف الملك فيصل بجانب مصر فى حرب 1973 واتخذ أخطر قرار اقتصادى فى التاريخ حينما رفع سعر البترول إلى الضعف فجن جنون العالم كله لا أمريكا وحدها.. وكان قرار الملك فيصل هو زيادة الأسعار مرة أخرى إذا لم تستجب أمريكا لصوت العقل.. وقد كان.
ثم دبرت أمريكا مؤامرة مصرع الملك فيصل على يد أحد حراسه بعد عملية التنويم المغناطيسى فى قصة قديمة غريبة مشهورة.. وذهب أنور السادات ليقف فى مقدمة السرادق يتلقى العزاء.. اقرأ التاريخ يا أسود الوجه والقلب!! ستجد التاريخ يا أسود الوجه والقلب أن أمريكا قتلت منذ مائتى عام ما يقرب من مليون أسود مثلك، سموهم الهنود الحمر، وكانوا هم أصحاب البلد.. وستجد يا أسود الوجه والقلب أن أمريكا بلدك التى تدعى الديمقراطية والحرية تتحدى التمثال الضخم جداً المطل على المحيط.. تمثال الحرية.. قتلت باسمه وتحت ظله مليوناً ونصف المليون فى العراق وشردت مليونين خارج بلادهم.. وكذا فى فيتنام وكوريا وأفغانستان.. اختش.. فالتاريخ أسود مثل وجهك وقلبك!
وبعد.. أقول لفلول الإخوان غير المسلمين.. مرحبا بتحقيق حلمكم المستحيل.. مرحبا بالتدخل العسكرى الأمريكى فمصر مقبرة الغزاة واسألوا حلفاءكم إنجلترا وفرنسا وإسرائيل!!