x

عبد الرحمن فهمي كما عبرنا القناة.. سنعبر الخيانة بإذن الله تعالى عبد الرحمن فهمي الثلاثاء 13-08-2013 22:16


الفريق أول عبدالفتاح السيسى واللواء محمد إبراهيم يذكراننى بأنور السادات.. كل الشعب يناشده الحرب لاسترداد سيناء بأى ثمن، وهو يعد ويؤكد ويقسم بأنه سيفعل، ولكن تمر الأيام دون بادرة حرب.. ويثور الطلبة فى الجامعات ويكتب الليبراليون وغيرهم هجوماً قاسياً فى الصحف المعارضة، وأحياناً فى الصحف القومية.. والسادات يعطى ظهره لكل هذا ويحاول المستحيل.

يقرأ فى الصحف، حتى القومية، من سموا أنفسهم الخبراء الاستراتيجيين!! بأنه مستحيل عبور القناة ومن بعد القناة الساتر الترابى العالى ثم خط بارليف.. والسادات ولا هوه هنا.. يدلى بتصريحات يتقرب فيها من أمريكا ويسافر إلى الاتحاد السوفيتى يطلب سلاحاً معيناً وطائرات ما.. ولا توجد بادرة استجابة لا من هنا ولا من هناك.. ومع ذلك لم ييأس لحظة. وزير الحربية اللواء محمد أحمد صادق سمع منه «نغمة يأس» فعزله فى لحظة.. رئيس المخابرات العامة أرسل تقريراً لم يقرأه أحد سواه، فقطع التقرير وأصدر قراراً بعزله فوراً.

الطريق كله ألغام.. والشعب جالس على نار.. فاضطر أن يعد بأن عام 1973 بعد عامين من توليه السلطة سيكون «عام الحسم»!! ومضى العام دون حتى بادرة استعداد فى نظر الشعب الذى لم يكن يعلم عن الاستعدادات السرية فى جوف الصحراء مثلاً خراطيم المياه المستحدثة التى تم استيرادها من تشيكوسلوفاكيا وتجربتها فى الصحراء الغربية بعيداً عن الأعين وصفقة طائرات ممولة من القذافى كان الوسيط فيها أشرف مروان.. وغير ذلك الكثير.

لم يكن الشعب يعلم بشىء من ذلك وإلا باظت الخطة السرية.. وضاع البلد.. لذا هاجموه بعنف، فردّ عليهم السادات مضطراً وتحدث عن «الضباب» الموجود فى الأفق الذى يجب تبديده وتجاوزه لكى يتضح الطريق.. فإذا بالشعب الطيب المغلوب على أمره الذى يعالج جراحه بالنكتة يطلق عدة نكات على «عام الضباب» ونقل كل هذه النكت جمال السادات لوالده!!

حتى حينما أتت الساعة.. واكتمل الاستعداد وترأس السادات مجلس الوزراء وأعلن التعبئة العامة.. أخفى ذلك على الشعب وعلى إسرائيل واتخذ بعض القرارات البوليسية ضد أى مظاهرات أو شغب، وسارت شائعة بأن السادات لن يدخل الحرب ومستعد لمواجهة الشعب!! فى نفس الوقت كانت هناك «خلية جاسوسية» على أعلى مستوى اسمها «انشراح وإبراهيم» هما بطلا الخلية، وكانت تعليمات السادات عدم القبض عليهما لاستغلالهما فى دس أخبار كاذبة وارسالها إلى إسرائيل.. وسبق أن كتبت هذه القصة بالتفصيل ثم تحولت إلى مسلسلين: «السقوط فى بئر سبع» إخراج نور الدمرداش و«معذرة الخيانة فى دمى» إخراج أحمد توفيق.

ثم بهذه الخطة المحكمة عبرنا القناة واسترددنا سيناء.. وكان البطل الحقيقى هو النجاح فى السرية المطلقة

أيضاً.. استفاد الفريق أول السيسى واللواء إبراهيم من التاريخ.. والاستعداد يجرى منذ مدة على قدم وساق لإنهاء الحالة الشاذة التى تعيشها البلاد بعد تفويض الفريق أول السيسى بالذات فى إجراء هذه العملية التى رأت الدولة أن تكون بأقل الخسائر البشرية، فأعطت الفرصة تلو الفرصة للحالمين بعودة التاريخ إلى الوراء دون أدنى استجابة.. بل بمزيد من التحدى والإصرار.. مع ارتكاب كل أنواع الجرائم البشعة ضد النساء والأطفال الأبرياء.

فى نفس الوقت.. الناس أحوالهم واقفة، بل البلد كله معطل.. ويستعجل الحكومة.. كما كان الشعب يستعجل أنور السادات دون أن يدرى ماذا يجرى فى الخفاء.. فالسكوت أحياناً أقوى من أى كلام.. والسلبية أحياناً أقوى وأفعل من عمل غير مدروس.. ولكن كما صبرنا على السادات مع يقين لاشك فيه بأنه «سيفعل».. يجب أن نصبر على السيسى وإبراهيم مع يقين لا شك فيه أنهما سيفعلان بإذن الله تعالى.. إن شاء الله تعالى.. ودعواتكم.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية