x

عبد الرحمن فهمي ما سر عدم كتابة مبارك لمذكراته؟! عبد الرحمن فهمي الثلاثاء 06-08-2013 22:49


بريطانيا دولة ملكية منذ قرنين ونصف القرن.. ومع ذلك لم يكتب ملك ولا ملكة مذكراتهم سوى دوق وندسور، الذى تنازل عن عرش بريطانيا العظمى، التى لا تغيب عنها الشمس من كندا إلى الهند، مروراً بمصر، بسبب زواجه من امرأة ليست جميلة مطلقة، مما يخالف تعاليم الكنيسة.. ولا أعتقد أن كتاباً ما تم توزيعه فى كل أنحاء بلاد العالم بأرقام خيالية مثل هذا الكتاب.

لا أعتقد أن ملكاً أو خديو كتب مذكراته عن فترة حكمه لمصر.. حتى الملك فاروق بعد خلعه ووجوده فى أوروبا فترة طويلة تسمح له بكتابة ما يريد.. ولكن الذى حدث أن فكر صديق العمر الرجل الليبرالى الرائع المرحوم محمد المعلم يوماً أن تكتب الملكة فريدة مذكراتها عن حياتها كملكة.. وأذكر أنه كتب شيكاً لم يحدد فيه المبلغ الذى تريده فرفضت بشدة.. ولكن هذا لا يمنع أن بعض القريبين من الملك فاروق لهم كتب لها وزنها التاريخى الحقيقى بعيداً عن أكاذيب ثورة يوليو، سردوا وقائع تاريخية بكل أمانة وصدق لعل أهمها واقعة 4 فبراير 1942 وكيف أن الملك كان مصمماً على التنازل عن العرش وأخذ الورقة من قائد الجيوش الإنجليزية وجلس على مكتبه وأمسك بالقلم للتوقيع، لولا أن أحمد باشا حسنين أمسك يده ومنعه من التوقيع فى آخر لحظة.. ثم تفاصيل حادث القصاصين الذى نجا فيه الملك من الموت بأعجوبة بعد أن تهشمت سيارته تماماً بعد أن صدمتها سيارة جيب إنجليزية وهربت!!.. ومصرع أحمد باشا حسنين بالسم ووفاته فوق كوبرى قصر النيل!! وغير ذلك.

وهناك واقعة مماثلة.. كنت طرفاً فيها.. عندما كان الرجل الفاضل محمد أحمد رئيساً لاتحاد الكرة وكنت رئيساً لقسم الإعلام بالاتحاد.. وكنا كثيراً ما نسافر معاً، محمد أحمد وأنا فى البطولات الخارجية.. لذا انتهز الصديق المرحوم محمد المعلم الفرصة وأعطانى شيكاً مماثلاً لشيك الملكة فريدة باسم المرحوم محمد أحمد، السكرتير «الشخصى» لجمال عبدالناصر.. الذى كان يقبض راتبه ويصرفه على العائلة وعلى عبدالناصر نفسه.. يشترى ملابسه من المحلة دون أن يعلم أحد ويفصل له القمصان الصيفى فى محل خطاب فى شارع الجيش.. كان محمد أحمد أول من يستقبله عبدالناصر بعد أن يستيقظ وآخر من يراه قبل النوم.. مذكراته كانت مهمة لدار نشر الصديق محمد المعلم.. وكان رد محمد أحمد لى رداً لا أنساه فى حياتى:

هل تريدنى أن أفشى أسرار من استأمننى عليها طوال حياته؟!.. هل هذه أخلاقنا؟

حقيقة كان المرحوم محمد أحمد رجلاً فاضلاً كما أطلقوا عليه طوال حياته.. أعود فأقول إن كل ملوك مصر من سلالة محمد على الكبير لم يكتبوا مذكراتهم.. أما رؤساء الجمهوريات فأشهر كتاب هو الذى كتبه الرئيس محمد نجيب «كنت رئيساً لمصر».. أما الرئيسان جمال عبدالناصر ثم أنور السادات.. فلم يمهلهما الموت المفاجئ لكى يكتبوا مذكراتهما، ولكن هذا لا يمنع من أن جمال عبدالناصر له قصة قديمة اسمها «فى سبيل الحرية»، كتبها جمال عبدالناصر وهو طالب فى الثانوية العامة عن معركة رشيد وتم تحويلها إلى سهرة إذاعية، أما كتاب «فلسفة الثورة» فقد كتبه هيكل ورفص عبدالناصر أن يضع اسمه عليه.. ثم هناك ما يسمى يوميات جمال عبدالناصر فى حرب فلسطين، كان يكتبها هيكل عندما كان رئيساً لتحرير مجلة «آخر ساعة» على شكل مسلسل ثم ضمها فى كتاب رفض عبدالناصر وضع اسمه عليه أيضاً.

أما السادات - رحمه الله - فقد كان غاوى كتابة وكتب مستعيناً ببعض المثقفين القريبين منه.. فله عدة كتب هى: «قصة الثورة المصرية» وكتاب «يا ولدى هذا هو عمك جمال» وكتاب «نحو بعث جديد» وكتاب «البحث عن الذات» وآخر كتاب له كان «هؤلاء الذين عرفتهم»!!

أما المعزولان مبارك ومرسى فليس لهما كتب ولا مذكرات.. ربما محمد مرسى معذور فلم يمكث على كرسيه إلا فترة قصيرة مليئة بالمشاحنات والعداوات ولم يكن ملك نفسه.. كانت الجماعة مسيطرة عليه.

أما مبارك فكانت أمامه فرصة ذهبية يكتب فيها ما لا يعرفه أحد طوال الثلاثين عاماً.. بل منذ حرب أكتوبر 73 وتعيينه نائباً للرئيس.. وفترة نائب الرئيس، ففيها أسرار عالمية مهمة جداً انتهت بقتل السادات ونجاته هو وأبوغزالة رغم أنهما كان لصيقين بالمرحوم.. وهذا موضوع مهم آخر!!

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية