على مدار سنوات مضت كانوا يتوجهون إلى نفس المكان، يحملون نفس المشكلة، ويعودون بنفس الحال. لم يكن ديوان المظالم - الذى كان يلقب وقتها بديوان الشكاوى - وقتئذ مقصدهم، كانوا يتوجهون لمحافظة القاهرة التى تقع على الرصيف المقابل لقصر عابدين، وبعد أن أثبتت زياراتهم للمحافظة فشلها فى إيجاد مسكن، حولوا قبلتهم للرصيف المجاور.
أخبار متعلقة
فى حديقة تقع بين «المقصدين»، ديوان المظالم ومحافظة القاهرة، جلست ماجدة عوض وبجوارها ظرف يحوى أوراق إثبات «ظلمها»: 7 شهادات ميلاد و3 مطويات لبرنامج الدكتور محمد مرسى الانتخابى. «ماجدة» أرملة وتعول أحفادها الستة بعد وفاة ابنها، ولأن معاشها لا يتعدى 145 جنيهاً فلم يكن بمقدورها أن تمتلك بيتا أو تؤجر شقة، فكانت قبلتها الوحيدة على مدار أكثر من عامين، محافظة القاهرة. حصلت «ماجدة» على شقة فى النهضة بعد الثورة، لكن الشقة ينقصها شىء واحد: «إدونا شقة من غير باب ولا شبابيك، كل حاجتنا بتتسرق وأنا وأولادى حاسين إننا لسه فى الشارع».
بعد أن فشلت مساعيها فى الحصول على باب أتت «ماجدة» إلى نفس المكان وتوجهت إلى الباب المقابل لبوابة المحافظة.
«ماجدة» ليست غريبة عن نهى فاروق، رغم أنها لا تعرفها، «نهى» قضت 7 سنوات تتردد على المكان نفسه، قاصدة محافظة القاهرة لنفس الغرض، وأمس قررت أن تقوم بزيارة أخيرة للمحافظة إما أن تفلح وإما أن تغير مقصدها. عندما أبلغتها المحافظة بأن أمامها سنة، عبرت «نهى» الطريق فأصبحت أمام ديوان المظالم، كتبت شكواها ثم جلست على رصيف نفس الحديقة بجوار «ماجدة» تبكى.
