راكباً «توك توك»، اخترق «محمد سيد محمد» الموانع والأسلاك الشائكة للوصول إلى قصر عابدين، وبوسيلة انتقاله ومصدر رزقه الوحيد وقف «محمد» بجوار عربات الجيش والسيارات الملاكى الفاخرة أمام ديوان المظالم ليقدم مظلمته.
«محمد» من مواليد 1962 تخرج فى كلية الزراعة جامعة القاهرة منذ 20 عاماً ويسكن بعزبة الصعايدة بإمبابة. انضم «محمد» للجماعة الإسلامية فى صباه واعتقل بسبب ذلك من عام 91 إلى 2004، وخلال مدة اعتقاله التى بلغت 13 عاما استطاع أن يحصل على شهادته الجامعية، لكن سجنه منعه من أن ينال نفس مصير زملائه فى الجامعة، يقول محمد: «لم ألتحق بأى عمل ولم أجد وسيلة للعيش إلا التوك توك، جميع زملائى حصلوا على وظيفة أو على قطعة أرض زرعوها إلا أنا».
المعتقل السابق يتذكر أنه بعد أن صاحب فى المعتقلات الدكتور صفوت عبدالغنى والشيخ على الدينارى وناجح إبراهيم وعاصم عبدالماجد وكرم زهدى، ووافق على مبادرة وقف العنف، رفضت الدولة إعطاءه قطعة أرض يزرعها، يقول «محمد»: «بعد الإفراج عنى وخلال التحقيق معى فى أمن الدولة، طلبت من الضابط وقتها أن يتوسط لى للحصول على أرض فقال لى: اللى زيكم ملوش حق فى مصر تاكل وتشرب وبس».
مجىء «محمد» بـ«التوك توك» لم يكن بهدف جذب الانتباه، فإصابته بقطع فى الرباط الصليبى أثناء المعتقل منعته من استخدام أى وسيلة مواصلات أخرى.
يرفض «محمد» أن يكون اعتقاله سبب استجابة «مرسى» له حتى لا يقال إنه يعين من كانوا مثله يوما، بما أن الرئيس معتقل سابق، ويتمنى ألا يظن الناس إذا استجاب له «مرسى» أن انتماءه الإسلامى كان عاملا فى ذلك لأن «الفقر ميعرفش دين» - على حد قوله.