لم يقف فى طابور «المظالم» للمطالبة بفرصة عمل ينفق منها على أولاده بعد فصله من وظيفته، ورغم أنه لا يملك من حطام الدنيا سوى أولاده الخمسة، وحفيديه، وزوجته، و4 جدران تؤيهم، ورغم احتياجه الشديد للمساعدة، لكن طلبه الذى وقف أمام قصر عابدين من أجله كانت قديم أوراقه لـ«أداء العمرة وزيارة بيت الله الحرام».. الحلم الذى طال انتظاره منذ سنوات طويلة وكاد الحاج خميس راضى «50» عاماً، يفقد الأمل فى تحقيقه، لكن بعد إعلان الرئيس محمد مرسى عن افتتاح مكتبين لتلقى شكاوى المواطنين، استعاد الأمل فى تحقيق الحلم، فخرج من غرفته الصغيرة من محافظة بنى سويف متجها إلى قصر عابدين ومعه الأوراق والشكاوى التى تقدم بها من قبل إلى محافظ بنى سويف ووزارة الشوؤن الاجتماعية لمساعدته فى أداء العمرة وزيارة بيت الله: «كل ما أتمناه من الدنيا هو زيارة بيت الله وأداء العمرة، وتقدمت لمحافظ بنى سويف بطلب منذ أكثر من عام ونصف العام ووافق على طلبى، لكن توقفت الإجراءات فى وزارة الشؤون الاجتماعية، وتقدمت بعدة شكاوى لكن بلا جدوى، وكنت فقدت الأمل فى زيارة بيت ربنا قبل ما أموت، لكن جارى قاللى على ديوان المظالم وقررت أن أسعى لتحقيق حلمى وأتجه للقاهرة».
«الشكوى لغير الله مذلة».. هكذا عبر الحاج خميس عن حالة ورفض الشكوى من سوء حالته الاجتماعية لغير الله، بعد أن فصلته إحدى المؤسسات الحكومية من وظيفته كعامل نظافة بسبب عدم حصوله على شهادة محو الأمية، وقال: «فصلونى من وظيفتى لإنى غير متعلم وأنا بصرف على 8 أفراد.. لكن أنا لا هقدم طلب ولا شكوى لغير الله، أنا بس عاوز أزور بيت ربنا وأشتكى له من حالى، ووحده هو اللى هيساعدنى».