ملابسه الرثة والممزقة تكشف عن حالته الاجتماعية المتدنية، لكنه على الرغم من صغر سنه وكثرة مشاكل أسرته، رفض أن يقف فى طابور ديوان المظالم ليقدم شكواه، وفضل أن يتخد الديوان «مصدر رزق» له، ليقف على بعد أمتار قليلة من قصر عابدين، ينادى «حد عاوز طلب، طلب الشكوى بجنيه».
لم ينتظر أحمد محمد فضيل «13 عاماً» المساعدة من أحد بعد وفاة والده، وقرر أن يخرج لمساعدة أسرته بنفسه، وبعد إعلان الرئيس محمد مرسى افتتاح مكتبين لتقلى شكاوى المواطنين، قرر أحمد التوجه لقصر عابدين: «والدى توفى متكهرب لأننا نعيش تحت الأرض فى إمبابة ولا عندنا ميه ولا نور، وبعد وفاته قررت أن أكون مكانه، وخرجت أدور على فرصة عمل وبعد ما عرفت مكان ديوان المظالم، جارتى عرضت عليا إنى أبيع طلبات الشكاوى، وفعلا رحنا لمحل إنترنت وطلبنا منه يكتبلنا ورقة وخد مننا اتنين جنيه وبعدها صورنا 50 نسخة من الطلب».
لأنه غير متعلم قرر أحمد أن يطلب المساعدة من جارته لتكتب له صيغة طلبات المواطنين أمام الديوان، وخرج فى تمام الساعة 9 مع والدته وجارته وهو يحمل عدداً من الأوراق والطلبات والأظرف لبيعها: «أمى خرجت معايا عشان تقدم شكوى لأننا نفسنا نخرج من تحت الأرض ونشوف النور، وأنا وقفت أبيع الورقة الفاضية بربع جنيه والظرف بربع جنيه والطلب الفاضى بجنيه أما الطلب المكتوب ببيعه بخمسة جنيه، لكن أنا غير متعلم لذلك اتفقت مع جارتى إنها تساعدنى فى كتابة الشكاوى للمواطنين وتشغل ابنها معايا بخمسة جنيه فى اليوم».
كل ما يحلم به أحمد هو مصدر خاص به ينفق منه على إخوته الصغار وعلى والدته: «ونفسى أعرف أفك الخط بس».