x

حبيبة محمدي (على قَدْرِ أهْلِ العَزْم) حبيبة محمدي الخميس 25-06-2020 01:25


(عَلى قَدْرِ أهْلِ العَزْم تأتى العَزائِمُ * وَتأتى علَى قَدْرِ الكِرامِ المَكارمُ

وَتَعْظُمُ فى عَينِ الصّغيرِ صغارُها * وَتَصْغُرُ فى عَين العَظيمِ العَظائِمُ

يُكَلّفُ سيفُ الدّوْلَةِ الجيشَ هَمّهُ * وَقد عَجِزَتْ عنهُ الجيوشُ الخضارمُ

وَقَفْتَ وَما فى المَوْتِ شكٌّ لوَاقِفٍ * كأنّكَ فى جَفنِ الرّدَى وهْوَ نائِمُ

تَمُرّ بكَ الأبطالُ كَلْمَى هَزيمَةً * وَوَجْهُكَ وَضّاحٌ وَثَغْرُكَ باسِمُ

تجاوَزْتَ مِقدارَ الشّجاعَةِ والنُّهَى * إلى قَوْلِ قَوْمٍ أنتَ بالغَيْبِ عالِمُ

ضَمَمْتَ جَناحَيهِمْ على القلبِ ضَمّةً * تَمُوتُ الخَوَافى تحتَها وَالقَوَادِمُ

ألا أيّها السّيفُ الذى لَيسَ مُغمَدًا * وَلا فيهِ مُرْتابٌ وَلا منْهُ عَاصِمُ

هَنيئًا لضَرْبِ الهَامِ وَالمَجْدِ وَالعُلَى * وَرَاجِيكَ وَالإسْلامِ أنّكَ سالِمُ).

هذه بعض الأبيات من قصيدة طويلة وجميلة، معروفة للشاعر «أبوالطيب المتنبى»، وهو شاعر كبير وجميل، وشاعر العرب الأكثر شهرةً، ومن الذين تجاوزت قيمتهم زمانهم ومكانهم، (فلم يكن «المتنبّى» مجردَ شاعرٍ يملك الفصاحة والبلاغة، بل كانَ ذا شخصيةٍ مميزة، يعتز بنفسه ويفخر بها فى قصائده).

عُرف المتنبى بشعر الفخر، وهذه القصيدة عينة فى مدح «سيف الدولة الحمدانى»، فى انتصاراته ومجده.

«المتنبى» شاعر كبير، فصاحة وشاعرية، فهو الشاعر العابر للزمن، وملهم كل الشعراء الذين أتوا بعده، حتى عصرنا، بسبب جماليات شعره وبذاخة لغته.

وليس المقام هنا لتحليل القصيدة، ولا شرح أبعادها، وهى القصيدة المعروفة عند الكثيرين، متخصصين وعامة، لكن مادام الشعر ديوان العرب، ونحن أمة الشعر والمعنى، فلماذا لا نستفيد من أدب السلف، ونأخذ العبرة، ونكون على قدر العزم وأهله حقًا؟..

حتى لو كان دور الشاعر هو الحماسة وقت الحرب، والمدح وقت الانتصار، فإنه دور ضرورى لأن الحياد فى وقت الحرب خيانة، والصمت خيانة أكبر.

أعتقد أنه يجب على القوى الناعمة العربية كلها الوقوف بجانب القضايا العربية اليوم، وهى القضايا التى تبدأ من «مصر»، لا وقت للصمت، ولا للاكتفاء بالشجب!!

تذكروا أن وحدتنا فى قوتنا.

ولا وقت للرمادى، يجب أن نعلن لوننا، وموقفنا، قبل فوات الأوان..

أنا لا أفهم فى السياسة إلا بالقدر الذى يجعلنى فى تماسّ مع قضايا أمتى، الجوهرية، ولأننا أمة الشعر والمعنى، فقد حدّثتكم شعرًا، لعل الرسالة تصل!

المجد لأمتنا العربية.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية