لماذا تغيرت أخلاق بعض الناس؟ لماذا أصبحوا يتنمرون على بعضهم بعضا، فيعيبون على مواقف وأخلاق وسلوك الآخرين دون مبرر، ودون تقصٍّ للحقيقة، كأنهم أوصياء على البشر! لماذا أصبحت مجتمعاتنا بهذه الأخلاق، وقلوبنا بهذه القسوة، فغاب بيننا التسامح وانصهرت المحبة؟!
ولفظ «تنمر» ينطوى على عنصرية وعنف وقسوة، وعداوة مجانية للآخرين، و«التنمّر» اصطلاحاً يُعدّ إحدى السلوكيات العدوانية غير المرغوب فيها، كإلحاق الأذى بالآخرين، ومن الأمثلة على التنمر الإساءة وتوجيه التهديدات، ونشر الشائعات، ومهاجمة الآخرين جسدياً أو لفظياً، وقد نحتاج إلى دراسات نفسية من أطباء نفسيين أو دراسات من خبراء اجتماعيين لرصد الظاهرة وعلاجها، والتى ازدادت فى مجتمعاتنا فى الفترة الأخيرة بشكل مخيف، فها هى شخصية مشهورة، ينشر صورا عائلية لأولاده، فيتعرض للتنمر، أو شخصية نسائية تنشر صورة لها، فتتعرض لأقذر الألفاظ والتهم، وحتى بين الكتاب، صرنا عندما يكتب أحدنا موضوعا ما، يتعرض للتنمر سواء لجنسه أو أفكاره، أو لجنسيته حتى!
لم يعد هناك ذلك النقاش الراقى والحوار الجيد والبناء بين الكاتب وقرائه!
ومواقف كثيرة، لا يتسع لها مقال..
ننتظر دراسات جادة لمعرفة الأسباب والدوافع وراء انتشار ظاهرة التنمر التى بتنا نعيشها اليوم.
أتمنى أن نستعيد أخلاقنا التى تربينا عليها، وتعاليم ديننا الحنيف التى تحث على الخلق الكريم والمعاملة بالحسنى، فحتى لو اختلفنا، فلنختلف برقى، أن نعود إلى أخلاقنا، وفى مختلف مجالات الحياة اجتماعيا وثقافيا وحتى سياسيا.
ونذكر أن ديننا الحنيف يحرم كل هذه السلوكيات من أذى وتحقير وغيرهما، وأختم بقول الله عز وجل: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِّن قَوْمٍ عَسَىٰ أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِّن نِّسَاءٍ عَسَىٰ أَن يَكُنَّ خَيْرًا مِّنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ).
وقوله أيضا: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ).
(الآيتان ١١ و١٢ سورة الحجرات).
صدق الله العظيم.