قال وزير الخارجية الألماني، جيدو فيسترفيله، إن بلاده لا تريد أموالًا غير مشروعة فيها، وإن ألمانيا حريصة على إعادة الأموال التي خرجت من مصر بشكل غير شرعي، وستتعاون معها في هذا المجال.
وأكد فيسترفيله، في مؤتمر صحفي، الثلاثاء، عقب لقائه الرئيس محمد مرسي بمقر رئاسة الجمهورية بمصر الجديدة: «لا نريد في بلادنا أموالًا غير مشروعة، وسنعيدها لمصر لأن البلاد تحتاجها في إعادة البناء»، مشيرًا إلى أن برلين ستستخدم ثقلها في الاتحاد الأوروبي لحث الأوروبيين على تقديم مزيد من الدعم لمصر.
وتابع وزير الخارجية الألماني، أنه ناقش مع الرئيس الجدل الدائر حول عودة البرلمان، وأنه خرج من حديثه مع مرسي بأنه يمكن التوصل لحل للمسألة، مشيرًا إلى أن الرئيس أكد له أن القرار ليس مناقضًا لحكم المحكمة الدستورية، لكنه قرار يحدد آليات تنفيذ الحكم بالشكل الذي يسمح بخلق الشروط لإجراء انتخابات برلمانية كلية أو جزئية، مناشدًا المصريين أن يدعموا طريق التحول الديمقراطي إلى ديمقراطية مستقرة، ومؤكدًا أن ألمانيا تقف إلى جانب مصر كشريك يمكن الاعتماد عليه، وتؤمن بأنه من المهم للمصريين تحقيق الديمقراطية المستقرة باعتبارها الطريق للاستقرار وتحقيق حياة أفضل للأسرة المصرية.
وحول موقف ألمانيا من قرار عودة البرلمان، قال فيسترفيله، إن هذا الأمر في يد المصريين وإنه لم يأت إلى مصر ليكون جزءًا من مناقشات داخلية، بل لدعم السياسة الخارجية الألمانية، والتأكيد على رغبة ألمانيا في بناء شراكة قوية مع مصر، مشيرًا إلى أنه زار مصر بعد الثورة بوقت قصير، مؤكدًا أنه يمكن الاعتماد على ألمانيا وعلى رجال الأعمال الألمان في زيادة النمو الاقتصادي، مشددًا على أن بلاده ستفعل كل ما بوسعها في هذا الشأن.
ووصف وزير الخارجية الألماني لقاءه بمرسي بأنه لقاء بناء وجيد، نقل خلاله للرئيس تهاني الشعب والحكومة الألمانية له كأول رئيس مصري منتخب ديمقراطيًا، ووجه خلاله دعوة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل لزيارة ألمانيا، مشيرًا إلى أن كونه أول وزير يلتقي مرسي عقب الانتخابات الرئاسية يدل على تقدير ألمانيا الشديد لمصر، لافتًا إلى أن «هذه هي الزيارة الرابعة لي لمصر منذ الثورة، وهذا يؤكد اهتمام برلين بالديمقراطية والتي تعد شرطًا للنجاح الاقتصادي ودوران عجلة الاستقرار».
ورحب فيسترفيله بتبني مرسي لقيم الديمقراطية ودولة القانون والتعددية، وبما أعلنه من حرصه على إحداث مصالحة داخلية، وقال: «يندرج تحت ذلك قيم التسامح الديني وهو ما أود أن أؤكد عليه بصفة خاصة»، مرحبًا بما أعلنه الرئيس من احترامه لكل الاتفاقات الدولية ومن بينها اتفاقية السلام مع إسرائيل، مشيرًا إلى أن العرض الذي قدمته ألمانيا لمصر لا يزال قائمًا، وأن ألمانيا نريد أن ترافق مصر في مرحلة التحول الديمقراطي، بناء على صداقة وشراكة اقتصادية ناجحة وراسخة ومستمرة.
وقال الدكتور ياسر علي، القائم بأعمال المتحدث باسم رئاسة الجمهورية، إن الزيارة تأتي في إطار توجيه تهنئة من ميركل بأول انتخابات رئاسية في مصر، مشيرًا إلى أن الرئيس أكد ضرورة دعم الاستثمار الألماني وملف السياحة الألمانية، وناقش مع وزير الخارجية الألماني استعادة الأموال المصرية المهربة في أوروبا، والتعاون في مجالات المجتمع المدني والمنح التعليمية والشبابية.