بدأت وزارة الزراعة حملة توعية للمزارعين في الأراضي الجديدة والهامشية المتعرضة للملوحة لنشر الأصناف الجديدة المعتمدة والمسجلة التي استنبطها قسم الشعير بمعهد بحوث المحاصيل الحقلية، والتى أخذت تحل محل الاصناف القديمة، حيث يوجد حاليا أصناف تلائم كل منطقة من مناطق إنتاج الشعير باختلاف طبيعتها وتطبيق التوصيات الفنية المناسبه لزراعة المساحات المستهدفة التي تتراوح ما بين 250- 350 ألف فدان.
وأوضح تقرير رسمي أصدره مركز البحوث الزراعية أن المتوسط العام للإنتاجية الفدانية بدأ في الزيادة بسبب انتشار الاصناف الجديدة المعتمدة والمسجلة لزراعة الشعير في كثير من محافظات الجمهورية، مع اختلاف المساحات حسب ظروف كل محافظة، وذلك بمساحة تتراوح من 250- 350 الف فدان في الموسم.
من جانبه، أكد الدكتور خيري عامر، رئيس قسم بحوث الشعير بمعهد بحوث المحاصيل الحقلية، الذي أعد التقرير، أهمية خلط دقيق الشعير مع دقيق القمح لإنتاج الخبز كأحد البدائل التي يمكن بها تقليل الاستيراد السنوي من محصول القمح، لاحتوائه على نسبه جيده من الالياف والفيتامينات والمعادن فضلا عن ارتفاع نسبة الكربوهيدرات.
أضاف «عامر» أنه تم إقامة العديد من التجارب على أفضل نسبة يتم بها انتاج الخبز الصحي الجيد للاستهلاك الآدمي، وتوصلت النتائج إلى أن نسبة 15-20% دقيق شعير مع 85 -80% دقيق قمح ينتج عنها رغيف خبز جيد المواصفات وأكثر فائدة من الناحية الصحية.
ويصنع منه بعض المنتجات والحلوى وتوجد حاليا في مصر مخابز متخصصة في منتجات دقيق الشعير بأنواعها كذلك صناعة مشروبات الشعير. ويساهم في دور كبير لمحصول الشعير للمساهمة في سد الفجوة القمحية.
وأوضح رئيس قسم بحوث الشعير أن من بين العوامل التي من شانها المساعدة في استخدام دقيق الشعير مخلوطا مع دقيق القمح في انتاج رغيف الخبز كحل جزئي لسد جزء من الفجوة القمحية وضع سعر توريد في الموعد المناسب حتى يمكن للمزارعين تحديد هدفهم بزراعة المحصول والعناية بة اثناء الموسم ففي هذه الحالة يكون العائد مجزى وينقذ المزارعين من استغلال التجار.
وشدد «عامر» على أهمية انشاء جمعية أو رابطة لمنتجي الشعير والبدء في الزراعة التعاقدية التي تضمن لجميع الاطراف حقوقها وتساعد في رسم سياسات واضحة ومعروفة، موضحا أن الشعير غير منافس للمحاصيل الشتوية الاخرى ولكن هو مكمل لها حيث انه ينمو ويعطى محصول جيد في المناطق التي لا يجود فيها غيره من المحاصيل الشتوية المختلفة وخاصة المناطق التي تعاني من ارتفاع نسبة الملوحة بها.
وأوضح ان أهمية محصول الشعير ترجع لعدة أسباب من بينها أنه يزرع في مدى واسع من التباينات البيئية ولذلك فهو يزرع في معظم أو كل البيئات المصرية مثل المناطق الساحلية الشمالية والتى تعتمد في زراعتها على الامطار فهو بدءا من حدود مصر الشرقية حتي امتداد الساحل الشمالي الغربى بعمق من 30-40 كم بمحاذاة الساحل حتى يصل إلى حدود مصر مع ليبيا.
وقال رئيس قسم بحوث الشعير إنه رغم أن معدل الامطار يصل 130 مم خلال الموسم فهى تعتبر مناطق شبه قاحلة كذلك يزرع الشعير في الاراضى حديثة الاستصلاح حيث يعتبر محصول إستصلاحى أو إستكشافى لهذه الاراضى وخاصة الاراضى التي ترتفع فيها نسبة الملوحة سواء كانت مصدرها التربة نفسها أو مياه الرى.
ولفت رئيس قسم بحوث الشعير إلى أن زراعة المحصول تناسب مناطق سهل الطينة والمناطق المتاخمة لبحيرة البرلس بشمال الدلتا وبعض المناطق في محافظة الفيوم وجميع الاراضى الجديدة التي تروى بالمياه الجوفية ذات الملوحه العاليه. وفى نهايات الترع والمناطق التي لا تتوافر فيها مياه الرى بشكل كافى.
وأوضح أنه من المفارقات أن محصول الشعير يجود في الاراضى الفقيرة والجيرية والرملية حيث أنه محصول متأقلم لمثل هذه المناطق مثل منطقة النوبارية والبستان. ويعتبر الشعير محصول حبوب هام حيث يستخدم في أكثر من غرض فهو مصدر غنى ورخيص للبروتين حيث يستخدم في تغذية الماشية والطيور.