قدر الله، عز وجل، نافذ لا محالة، وهذا أمر يحتّم على العباد جميعا أن يؤمنوا بذلك دون سخط وعناء وخوف من نزول البلاء، فلا رادّ لقضائه ولا مُعقّب لحكمه. وغلق المساجد أمر يعود بالمصلحة العامة على البلاد والعباد، فهذا مقصد من مقاصد الشريعة وهو الحفاظ على النفس البشرية والعمل على صيانتها وسلامتها. فالأمر يحتاج إلى الفهم الجيد والوعى الحقيقى إلى مثل هذه الأمور.
فلسنا بحاجة إلى أقاويل ونشر أكاذيب واصطناع فتنة وتشويش فكرة. نحن شعب نحترم مؤسساتنا وقادتنا وولاة أمورنا، ما دام الإلزام ينصب فى خدمة الإنسان، وفى ظل الأحكام الشرعية وتحقيق مقاصد الشريعة، كفانا هتافات وصراخات وعنتريّة كاذبة، فهناك من ينادى بفتح المساجد وهو لا يصلى ولا يعرف طريق المسجد بلا مبالغة فى ذلك، بل إن كان يصلى تراه لا يحافظ على الصلاة فى أوقاتها ولا يحرص على حضور الصلوات فى جماعة.
ولا الإسراع والتنافس ليكون فى الصفوف الأولى فى المسجد، من يغار على دينه ووطنه وعقيدته بصدق، فليسأل الله عز وجل أن يرفع البلاء والكرب، وليحرص كل الحرص على أداء الصلاة منفردًا فى أوقاتها، وليكثر من النوافل فى المكان الذى يقيم فيه، وليتضرع إلى ربه بالدعاء سائلًا الله، عز وجل، أن يحفظ الإسلام والمسلمين، وأن يحفظ الأوطان من كل سوء.
فالأعمال بالنيات، والله- عز وجل- يكافئ العبد على صدق قلبه وإخلاص نيته. هذا هو ديننا وهذه هى شريعتنا، وهذا هو الفهم الحقيقى لهذه الأزمات التى تمر بالأمة. والفهم الحقيقى لقول الله تعالى: «وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَىٰ التَّهْلُكَةِ». وأحاديث النبى صلى الله عليه وسلم فى كيفية مواجهة مثل هذه الأزمات متعددة وأحوال بعض الصحابة كذلك خير شاهد على ذلك. حفظ الله مصر وسائر بلاد المسلمين من كل شر وسوء.
د. عصام الهادى- عميد المركز الثقافى الإسلامى بالحسنة