أمام تلك الجائحة
قد احتميت بالبيت
بيتى الصغير جعلته
حديقة شاسعة
وبين حجرة وصالة ضيقة
فردتُ بساطا
اخضَّر، واستحال إلى بستان ورد
وامتد من بيتى إلى العالم
وكل وردة تفتحت
بها بطاقة كتبت فيها:
لا وقت للدمع
لا وقت للضجر
بل ولبقعة كبيرة من الأسى
قد قلت: لا.. سُلِّى ثيابك
لا تسدلى ستائرك
على مناقير الطيور زغيبة
والأجنحة
ألقى بقفازى
في وجه جائحة
ثم أبدَل واحدا فواحدا
أخاف من مقابض الأبواب المعدنية
من حلقات أُسدها مفتوحة الأفواه
على يدى
لكننى أفتح في قلبى
كل نوافذى
لكى أحب هذه الحياة أكثر
موسيقات صاخبة
وأشتهى قمرا من القشدة
أحمل فنجانا من قهوة
لذائقتى
تحب طعم الفانيليا
وغدا بطعم غابة برية
لنكهة توتها
عذوبة محببة
وأشتهى رائحة المطر
قطرات عطرى
أكثر أكثر
حتى هذا الكحول
سكبته على عوالمى
قلت له: شكرا
ولباقة من الخُزامى
والنسرين
وعبر آلاف الأسلاك الشائكة
والأبواب المُغلقة
بياسمينة
بيضاء من حديقتى
أمدها من أول الخريطة
لآخرها
لعالم
بعد قليل يبتسم
لياسمينة
بيضاء
وفى ضفائر البنات
في عروات الثياب
على العتبات
وبطاقة صغيرة رشقتها:
هذى الحياة ستنتصر
بألف أغنية لها على الشفاة
تحيا
بمحبة الإنسان تهتف.
