x

لا شىء يوجعنى (شعر)

الأحد 05-04-2020 21:37 | كتب: حمزة قناوي |
شعر - صورة أرشيفية شعر - صورة أرشيفية تصوير : آخرون

لا شىء يوجعنى بدربِ غيابِها..

سأُعيدُ تشكيلَ المساءاتِ البعيدة ثم أنسى كيف مرَّت من هناك إلى هناك

كما الفراشةُ شاغلتنى بالرفيف وبالعبيرِ وغادَرت..

لا شىء يُوجِعُنى..

سأنسَى وجهَهَا هذا المساءَ.. أُعيدُ تَرتيبَ التَفاصيلِ التى وُسِمَت بها..

يدُها الصغيرةُ فى ذراعى وارتعاشُ شفاهِهَا فى قُبلةِ الحُبِ السَريعةِ حينَ نَعبُرُ بالطريق..

حريرُ كفَّيها يُبعثِرُ نرجساً وسنونواتٍ لا تكفُّ عن الغناءِ

وما تبقَّى من حقولِ البُنِ عابقةً بفستانٍ نضَتهُ عن الربيعِ لتتَّقِد

والنورسانِ الأبيضانِ..

الوردةُ الوسطى يُراوِدُها العبيرُ

الصمتُ إن يبكى الحرير

شرودُها عندَ الوداعِ.. وما تبقَّى من نِثارِ العِطرِ فَوقَ الريحِ..

يحملهُ الهواءُ إلىَّ كى أمضى إلى أفقٍ بعيد

ثم أُصغى للذى هَمَسَت بهِ فوق الرصيفِ «تُرى ستنسانى؟» وأبسِمُ من مفارقةِ الوعودِ جميعها..

لا سرَّ عندى تحت جنحِ الليلِ «إلا خيبتى وغيابها»..

سأعدُّ أضواءَ النيونِ.. أسيرُ للمَقهى الذى انكمشت بهِ فى ساعدىَّ كقطةٍ..

وأمرُّ تحت الفندق الشتوى أدفأ عاشقينِ بسِرِّهِ..

حتى انتشى الوردُ المطلُّ عليهِما..

لا برقَ فى جَسَدى أمام الليلِ.. مُطفأةٌ تفاصيل الكواكبِ كلها والعابرون كما الهباء..

لا شىء يوجعنى..

سأنسى كلَ ما رمتِ الحُقولُ من اخضِرارٍ فوقَ عينيها وأنسىَ قبلةَ الريح التى لم تغفُ يوماً دونها..

أنسى الفراشةَ والرفيفَ ووعدها ودموعها..

وأعيد ترتيب التفاصيل الحميمة ثم أنسى وجهها حتى أفتّش عن بدائل للمساء..

فربما ألقى سواها من تصادقنى..

وقد ألقى أساى موسّداً روحى السماء!

* شاعر مصرى مقيم فى الإمارات

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية