x

أيمن الجندي ضابط وبلطجى ودكتور حقوق إنسان أيمن الجندي الإثنين 26-11-2012 20:40


ها أنا ذا أعيد نشر هذه الرسالة التى تسببت فى سيل من الشتائم الوقحة من سكان «كوكب تويتر». وللمرة الثانية أقول إننى أؤيد هذا الضابط الشجاع، الذى حجبت اسمه لحساسية موقعه.

تقول الرسالة: «اتصل بى رئيسى فى العمل وقال إنه رشحنى لدورة فى مجال حقوق الإنسان، استفدت كثيرا من الدكتور (...)، الذى يشتهر بحسن الخلق والكفاءة، والذى أكّد ضرورة احترام حقوق الإنسان، وقاعدة (المتهم برىء حتى تثبت إدانته).

وبعد مرور ٦ شهور فوجئت بالدكتور وابنته يدخلان علىَّ، وعلى ملابس ابنته آثار دم وجرح فى ذراعها، وتبين أن ابنته الفاضلة تعرضت لحادث سرقة بالإكراه تحت تهديد السلاح، مع محاولة اغتصاب! من حسن الحظ أنها دخلت فى غيبوبة حين حاول اغتصابها فتركها وهرب.

استطعت بتوفيق من الله أن أصل للجانى، وهو مسجل فئة (أ)، له خمس وخمسون سابقة، اسمه (سيد بستم).

واجهته بالاتهام فأنكر، والمسكينة أصيبت بحالة هستيرية حين شاهدته، وأكدت أنه المجرم نفسه. أقولها بصدق وهذا ليس تبريراً للعنف، إننى تمنيت - لحظتها - أن أقتله.

لكن هناك حقوق الإنسان، والمتهم برىء حتى تتم إدانته، والمجتمع يهاجم ضباط الشرطة، ويتهمهم بالوحشية! سيطرتُ على أعصابى، وظللت أتكلم مع (بستم) دون ضرب أو إهانات (كما تريدوننى أن أفعل) لكن - بينى وبين نفسى - كنت مكسور الجناح، وأفكر طيلة الوقت: كيف أحترم كرامته وهو لم يفكر أصلاً فى كرامة الضحية؟ وعيون الدكتور، مُعلّم حقوق الإنسان، تناشدنى أن أقوم وأضربه، لكن ماذا أفعل؟! هل أعود وأتعامل بأسلوبى القديم - الفعّال جداً بالمناسبة - والذى أعلم مقدماً أنه سيسترجع ذهبها والنقود؟! (أهمية الاستعادة ليست فى قيمتها، وإنما فى اليقين الذى سيحكم به القاضى فيما بعد، باعتباره دليل إدانة قوياً)! فى الوقت الذى أعلم فيه أننى لو أرسلته للنيابة دون دليل مادى، فإن الحكم المتوقع سيكون خفيفاً جداً، وغير مرض للضحية. والجانى ليس أحمق! هو يعلم جيدا أنه بإرشاده عن المسروقات يدين نفسه نهائيا.

والخلاصة أنه يجب أن يكون فى القانون استثناءات فى التعامل مع أمثاله من المسجلين خطر، أو ضمانات تجعلنى أعيد حقوق الناس وظهرى مطمئن. هذا ليس تبريراً للعنف، لكن أرجوكم، فكروا فى مشاعر الضحية.

قمت بعرضه على النيابة، والنيابة حبسته أربعة أيام بعد أن ظللت أحلف لوكيل النيابة بأنه مرتكب الواقعة. وفى النهاية تم الحكم عليه بسنة سجناً، وأقاربه يهنئونه لأنه حكم أشبه بالبراءة.

ومضت الأيام، وإذا بالدكتور يستنجد بى، ويقول لى إن بستم - بعد خروجه من السجن - يتعرض لابنته فى الرايحة والجاية، وفوجئت به، هو مُعلّم حقوق الإنسان، يطلب منى التالى:

(ممكن تضربه علقة موت، وإلا أقسم بالله إنى حاقتله بإيدى).

وما أحزننى أن بستم وأمثاله لا يأخذون فى يدى أكثر من ٢٣ دقيقة».

[email protected]

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية